كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
قَالَ تَعَالَى: وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللَّهِ يعني الرجم عَلَى المحصن والمحصنة والقصاص فِي الدماء سواء ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ يعني يعرضون من بعد البيان فِي التوراة وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ- 43- يعني وما أولئك بمصدقين حين حرفوا ما فى التوراة ثُمّ أخبر اللَّه عن التوراة فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-:
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ وضياء من الظلمة يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ من لدن مُوسَى- عَلَيْه السَّلام- إلى عِيسَى ابْن مريم- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
ألف نَبِيّ الَّذِينَ أَسْلَمُوا يعني أنهم مسلمون «أَوْ أسلموا وجوههم للَّه» «1» لِلَّذِينَ هادُوا يعني اليهود يحكمون بما لهم وما عليهم وَيحكم بها الرَّبَّانِيُّونَ وهم المتعبدون من أَهْل التوراة من وَلَدِ هَارُون: يحكمون بالتوراة وَالْأَحْبارُ يعني القراء والعلماء منهم بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ- عز وجل- من الرحم وبعث محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كتابهم ثُمّ قَالَ يهود المدينة:
كَعْب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك بن الضيف، وأصحابهم وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ يَقُولُ لا تخشوا يهود خيبر أن تخبروهم بالرجم ونعت محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاخْشَوْنِ إن كتمتموه وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا عرضا يسيرا مما كانوا يصيبون من سفلة اليهود من الطعام والثمار وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التوراة: بالرجم ونعت محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويشهد به «2» فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ- 44-
ولما أرادوا القيام «3» قَالَتْ بنو قريظة، أَبُو لبابة، وشعبة بن عمرو، ورافع بن حريملة، وشاس بن عمرو
__________
(1) هذه الزيادة لتوضيح المعنى وهي منقولة من المنار: 6/ 398 ط 1.
(2) فى أ: وشهد به، ل: ويشهد به.
(3) فى أ، ل: القيام به.
الصفحة 479
604