كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)

«1» [102 ب] وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ يعني من الْمُؤْمِنِين فَإِنَّهُ مِنْهُمْ يعني يلحق بهم ويكون معهم، لأن الْمُؤْمِنِين لا يتولون الكفار إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- 51-.
ثُمّ ذكر أَنَّهُ «2» : إِنَّمَا يتولاهم المنافقون لأنهم وافقوهم عَلَى ما يقولون قَالَ- سُبْحَانَهُ-: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وهو الشك فهم المنافقون يُسارِعُونَ فِيهِمْ يعني فِي ولاية اليهود بالمدينة يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ يعني دولة اليهود عَلَى الْمُسْلِمِين وذلك أن نفرا من المنافقين: أربعة وثمانين رَجُلا منهم عَبْد اللَّه بن أُبَيٍّ، وأبو نَافِع، وأَبُو لبابة، قَالُوا: نتخذ عِنْد اليهود عهدا ونواليهم فيما بيننا وبينهم، فإنا لا ندري ما يَكُون فِي غد ونخشى ألّا ينصر محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فينقطع الَّذِي بيننا وبينهم وَلا نصيب منهم قرضا وَلا ميرة فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ يعني بنصر محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي يئسوا منه أَوْ يَأْتِيَ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ: قَتْل قريظة وجلاء النضير إلى أذرعات، فَلَمَّا رَأَى المنافقون ما لقي أَهْل قريظة والنضير ندموا عَلَى قولهم، قَالَ: فَيُصْبِحُوا عَلى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ- 52- فَلَمَّا أخبر اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- نبيه- صَلَّى الله عليه وسلم- عن المنافقين أنزل «3»
__________
(1) أورد الواحدي فى أسباب النزول سببا آخر غير ما ذكره مقاتل، وقد سار السيوطي على طريق الواحدي، فذكر أنها نزلت فى عبد الله بن أبى سلول حين تشبث بحلف بنى قينقاع وقام دونهم بينما تبرأ عبادة بن الصامت إلى رسول الله من حلفهم. ففيه وفى عبد الله بن أبى نزلت الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ.
وأخرج هذا الأثر ابن إسحاق وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي عن عبادة بن الصامت. انظر لباب النقول للسيوطي: 90.
(2) فى أ: ثم ذكر فقال.
(3) فى أ: نزلت.

الصفحة 484