كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْد صلاة الأولى: إن اليهود أظهروا لنا العداوة من أجل الْإِسْلام وَلا يكلموننا وَلا يخالطوننا فِي شيء ومنازلنا فيهم وَلا نجد متحدثا دون هَذَا المسجد. فنزلت هَذِهِ الآية فقرأها النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالوا:
قَدْ رضينا بِاللَّه ورسوله وبالمؤمنين أولياء، وَجَعَل الناس يصلون تطوعا بعد المكتوبة. وذلك فِي صلاة الأولى «1» وخرج النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى باب المسجد فإذا هُوَ بمسكين قَدْ خرج من المسجد وَهُوَ يَحْمَد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فدعاه النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَلْ أعطاك أحد شيئًا؟ قَالَ: نعم يا نَبِيّ اللَّه. قَالَ: من أعطاك؟ قَالَ: الرَّجُل القائم أعطانى خاتمه: يعنى على ابن أَبِي طَالِب- رضوان اللَّه عَلَيْه- فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَلَى أَيّ حال أعطاكه؟ قَالَ: أعطاني وَهُوَ راكع. فكبر النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقَالَ: الحمد للَّه الَّذِي خص عليا بهذه الكرامة. فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَالَّذِينَ آمَنُوا، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا يعني عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب- رَضِيَ اللَّه عنه- فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ- 56- يعني شيعة اللَّه ورسوله والذين آمنوا هُم الغالبون فبدأ بعلي بن أبي طَالِب- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- قبل الْمُسْلِمِين ثُمّ جعل الْمُسْلِمِين
__________
(1) لا تطوع قبل الصبح بأكثر من سنته ولا تطوع فى الصبح إلى أن تطلع الشمس. وقد كان مقاتل شيعى زيدي فيؤخذ كلامه فى مدح على بتحفظ.
وفى تفسير المنار يذهب الشيخ محمد عبده إلى أن الآية عامة فى جميع المؤمنين يقصد قوله- تعالى-: وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ وقصرها على على يحتاج إلى سند صحيح.
لكن ورد فى أسباب النزول للواحدي: 114، روايات تؤيد ما ذهب إليه مقاتل وفى سندها ضعف. وأورد السيوطي فى الدر المنثور: 90، 91، روايات صحيحة عن عبد الرزاق وغيره تؤيد أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب- رضي الله عنه.

الصفحة 486