كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
وثالث ثلاثة الْعَلِيمُ- 76- بمقالتهم. قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ يعني نصارى نجران لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ عن دين الْإِسْلام فتقولوا غَيْرَ الْحَقِّ فِي عِيسَى ابن مريم وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا عن الهدى مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا عن الهدى كَثِيراً من الناس وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ- 77- يعني وأخطأوا عن قصد سبل الهدى نزلت فى برصيصا. لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا اليهود مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ يعني من سِبْط بني إِسْرَائِيل عَلى لِسانِ داوُدَ ابن أنيشا «1» وذلك أنهم صادوا الحيتان يوم السبت، وكانوا قَدْ نهوا عن صيد الحيتان يوم السبت، قَالَ دَاوُد: اللَّهُمَّ إن عبادك قَدْ خالفوا أمرك وتركوا أمرك فاجعلهم آية ومثلا لخلقك. فمسخهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- قردة، فهذه لعنة داود- عليه السلام- وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وأما لعنة عِيسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإنهم أكلوا المائدة ثُمّ كفروا ورفعوا من المائدة، فَقَالَ عِيسَى: اللَّهُمَّ إنك وعدتني أن من كفر منهم بعد ما يأكل من المائدة أن تعذبه عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين، اللَّهُمَّ العنهم كَمَا لعنت أصحاب السبت.
فكانوا خمسة آلاف فمسخهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- خنازير لَيْسَ فيهم امرأة ولا صبي ذلِكَ بِما عَصَوْا فِي ترك أمره وَكانُوا يَعْتَدُونَ- 78- فِي دينهم كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ- 79- حين لَمْ ينهوهم عن المنكر ثُمّ قَالَ- عَزَّ وَجَلّ-: تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ «يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» «2» يعني من قريش «3» لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ لأنهم ليسوا بأصحاب كتاب أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ- 80- وَلَوْ كانُوا يعنى
__________
(1) فى ل: أنسا، فى أ: غير معجمة النون والباء وعلى الشين ثلاث نقط.
(2) ما بين الأقواس « ... » ساقط من أ، ل.
(3) المراد أن اليهود يتولون كفار قريش.
الصفحة 496
604