كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
والمقداد بن الأسود، وأَبُو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وحذيفة ابن اليمان، وسالم مَوْلَى أَبِي حُذَيْفة ورجل آخر «1» اجتمعوا فِي بيت عُثْمَان بن مَظْعُون- رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ- ثُمّ قَالُوا: تعالوا حَتَّى نحرم عَلَى أنفسنا الطعام واللباس والنساء، وأن يقطع بعضهم مذاكيره ويلبس المسرح ويبنوا الصوامع فيترهبوا فيها فتفرقوا وهذا رأيهم.
فجاء جبريل- عَلَيْه السَّلام- فأخبر النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَلِك فأتى منزل عُثْمَان بن مَظْعُون- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- فلم يجدهم فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لامرأة عُثْمَان: أحق ما بلغني عن عُثْمَان وأصحابه؟ قَالَتْ: وما هُوَ يا رَسُول اللَّهِ؟ فأخبرها النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي بلغه، فكرهت أن تكذب النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ تفشي سر زوجها. فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، إن كان عُثْمَان أخبرك بشيء فقد صدقك أَوْ أخبرك اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بشيء فهو كَمَا أخبرك ربك- تَعَالَى ذكره. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قولي لزوجك إذا جاء: إنَّه لَيْسَ مني من لَمْ يستن بسنتي ويهتد بهدينا ويأكل من ذبائحنا فَإِن من سنتنا: اللباس والطعام والنساء، فأعلمي زوجك، وقولي لَهُ: من رغب عن سنتي فَلَيْس مني، فَلَمَّا رجع عُثْمَان وأصحابه أخبرته امرأته بقول النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا أعجبه فذروا الَّذِي ذكره النَّبِيّ- صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله- عز وجل-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ
وَلا تَعْتَدُوا فتحرموا حلاله إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ- 87- من يحرم حلاله ويعتدى
__________
(1) ورد فى أسباب النزول للواحدي: 117، هذه القصة وذكر العشرة وهم: أبو بكر الصديق وعلى بن أبى طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وأبو ذر الغفاري، وسالم مولى أبى حذيفة، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي، ومعقل بن مضر.
كما وردت هذه القصة فى لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي.
الصفحة 499
604