كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
يعني النصرانيين وَمَا اعْتَدَيْنا بشهادة الْمُسْلِمِين من أولياء الميت إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ- 107- ذلِكَ أَدْنى يعني أجدر نظيرها فِي النّساء «1» أَنْ يَأْتُوا يعني النصرانيين بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها كَمَا كَانَتْ وَلا يكتمان شيئًا أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ يَقُولُ أَوْ يخافوا أن يطلع عَلَى خيانتهم فيرد شهادتهما بشهادة الرجلين الْمُسْلِمَيْن من أولياء الميت فحلف عَبْد اللَّه والمطلب كلاهما أن الَّذِي فِي وصية الميت حق وأن هَذَا الإناء من متاع صاحبنا فأخذوا تميم بن «أوس» «2» الداري وعدى بن بندا النصرانيين [111 أ] بتمام ما وجدا فِي وصية الميت حين اطلع اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عَلَى خيانتهما فِي الإناء، «3» ثُمّ وعظ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- الْمُؤْمِنِين ألا يفعلوا مثل هَذَا وألا يشهدوا بما لَمْ يعاينوا ويروا، فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-:
يحذرهم نقمته: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا مواعظه وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ- 108-
وأن تميم بن أَوْس الداري اعترف بالخيانة فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم- ويحك يا تميم، أسلم يتجاوز اللَّه عنك ما كان فِي شركك، فأسلم تميم الداري وحسن إسلامه ومات عَدِيّ بن بندا نصرانيا.
قوله- سبحانه-: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ يعني الْأَنْبِيَاء- عليهم السَّلام- فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ فى التوحيد قالُوا لا عِلْمَ لَنا وذلك أول ما بعثوا عِنْد زفرة جَهَنَّم لأن الناس إذا خرجوا من قبورهم تاهت عقولهم، فجالوا فِي الدُّنْيَا ثلاثين سنة ويُقَالُ أربعين سنة، ثُمّ ينادي مناد «4» عِنْد صخرة بيت المقدس: يا أهل الدنيا، هاهنا موضع الحساب فيسمع النداء
__________
(1) يشير إلى الآية 3 من سورة النساء وفيها «ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا» .
(2) أوس: ساقط من أ، ل.
(3) وردت هذه القصة فى أسباب النزول للواحدي: 121 وفى لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي: 97.
(4) فى أ: منادى.
الصفحة 514
604