كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
وعشرين مكتلا «1» فآمنوا عِنْد ذَلِكَ بعيسى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصدقوا به، ثُمّ رجعوا إلى قومهم اليهود من بني إِسْرَائِيل ومعهم فضل المائدة فلم يزالوا بهم حَتَّى ارتدوا عن الإسلام فكفروا بِاللَّه، وجحدوا بنزول المائدة فمسخهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وهم نيام خنازير وليس فيهم صبي وَلا امرأة وَإِذْ قالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ يعني بني إِسْرَائِيل فِي الدُّنْيَا اتَّخِذُونِي وَأُمِّي مريم إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ فنزه الرب- عَزَّ وَجَلّ- أن يَكُون أمرهم بذلك فقال: ما يَكُونُ لِي يعني ما ينبغي لي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ يعني بعدل أن يعبدوا غيرك إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ لهم فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي يعني ما كان مني وما يَكُون وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ يقول ولا أطلع على [112 ب] غيبك. وقَالَ أيضًا: وَلا أَعْلَم ما فِي علمك، ما كان منك وما يَكُون إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ- 116- يعني غيب ما كان وغيب ما يَكُون ما قُلْتُ لَهُمْ وأنت تعلم إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ فى الدنيا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ يعني وحدوا اللَّه رَبِّي وَرَبَّكُمْ قَالَ لهم عِيسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَلِكَ فِي هذه السورة، وَفِي كهيعص «2» ، وَفِي الزخرف «3» وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً يعني عَلَى بني إِسْرَائِيل بأن قَدْ بلغتهم الرسالة ما دُمْتُ فِيهِمْ يقول ما كُنْت بين أظهرهم فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي يَقُولُ فَلَمَّا بلغ بي أجل الموت فمت كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ يعنى
__________
(1) فى أ: مكبلا بدون إعجام.
(2) يشير إلى الآيات 30- 36 من سورة مريم من قوله- تعالى- قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ... الآيات. [.....]
(3) يشير إلى الآية 64 من سورة الزخرف وهي قوله تعالى- على لسان عيسى إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ.
الصفحة 519
604