كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فحمد نفسه ودل بصنعه عَلَى توحيده الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَمْ يخلقهما باطلا خلقهما لأمر هُوَ كائن وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ يعني الليل والنهار ثُمّ رجع إلى أَهْل مكة فقال: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا من أَهْل مكة بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ- 1- يعني يشركون هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ يعني آدم- عَلَيْه السَّلام- لأنكم من ذريته ثُمَّ قَضى أَجَلًا يعني أجل ابْن آدم من يوم [113 ب] وُلِد إلى أن يموت وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ يعني البرزخ منذ يوم وُلِد إلى يوم يموت، إلى يوم الْقِيَامَة ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ- 2- يعني تشكون فِي البعث يعني كفار مكة وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ أَنَّهُ واحد وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ يعني سر أعمالكم وجهرها وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ- 3- يعنى ما تعملون من الخير والشر وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ يعني انشقاق القمر إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ- 4- فلم لا يتفكرون فيها فيعتبروا فِي توحيد اللَّه فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ يعني القرآن حين جاءهم به محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استهزءوا بالقرآن بأنه لَيْسَ من اللَّه، يعني كفار مكة منهم أَبُو جهل بن هِشَام، والوليد بن المُغِيرَة، ومنبه ونبيه ابنا الحَجَّاج والعاص بن وائل السهمي، وأبى بن خلف، وعقبة
الصفحة 549
604