كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)

من الشرك والتكذيب فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ يعني فلما تركوا ما أمروا به يعني وعظوا به يعني الأمم الخالية مما دعاهم الرسل فكذبوهم ف فَتَحْنا عَلَيْهِمْ يعني أرسلنا عليهم أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ يعني أنواع الخير من كل شيء بعد الضر الذي كان نزل بهم، نظيرها في الأعراف «1» حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا يعني بما أعطوا من أنواع الخير وأعجبهم ما هم فيه [117 أ] أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً يعني أصبناهم بالعذاب بغتة يعني فجأة أعز ما كانوا فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ- 44- يعني فإذا هم مرتهنون آيسون من كل خير. فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ يعني أصل القوم الَّذِينَ ظَلَمُوا يعني أشركوا فلم يبق منهم أحد وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ- 45- في هلاك أعدائه يخوف كفار مكة.
قُلْ لكفار مكة يا محمد: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ فلم تسمعوا شيئًا وَخَتَمَ يعني وطبع عَلى قُلُوبِكُمْ فلم تعقلوا شيئًا مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ يعني هل أحد يرده إليكم دون الله انْظُرْ يا محمد كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ يعني العلامات في أمور شتى فيما ذكر من تخويفهم من أخذ السمع والأبصار والقلوب وما صنع بالأمم الخالية ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ- 46- يعني يعرضون فلا يعتبرون، ثم قال يعنيهم: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ بَغْتَةً يعني فجأة لا تشعرون حتى ينزل بكم أَوْ جَهْرَةً أو معاينة ترونه حين ينزل بكم: القتل ببدر هَلْ يُهْلَكُ بذلك العذاب إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ- 47- يعني المشركون وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ بالجنة وَمُنْذِرِينَ من النار فَمَنْ آمَنَ يعني فمن صدق وَأَصْلَحَ العمل فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- 48- نظيرها فى الأعراف «2» ،
__________
(1) يشير إلى الآية 96 من سورة الأعراف وهي وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ.
(2) لعله يشير إلى الآيات 94، 95، 96 من سورة الأعراف.

الصفحة 561