كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)

مكة فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ يعني فِي سكرات الموت إذ قتلوا ببدر وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ عِنْد الموت تضرب الوجوه والأدبار يعني ملك الموت وحده
__________
وقد جرح رجال الحديث: عكرمة صاحب الإسناد الأول للسيوطي كما جرحوا السدى صاحب الإسناد الثاني.
كما جرحوا الكلبي صاحب الإسناد الأول للواحدي. وجرحوا محمد بن إسحاق وغيره فى سلسلة الإسناد الثاني للواحدي.
هذا من ناحية السند.
أما من ناحية المتن فهو غير صحيح.
فإن الحديث الصحيح يشترط فى متنه: أن يكون خاليا من الشذوذ والعلة القادحة، فضلا عن سلامة سنده.
وهذا الأثر يخالف المقطوع به من أن القرآن ثبت بطريق التواتر بكلماته وحروفه.
قال السيوطي: «والأمة كما هي متعبدة بفهم معاني القرآن وأحكامه متعبدة بتصحيح ألفاظه، وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراء، وهي الصفة المتصلة بالحضرة النبوية» أى أنه لا يكفى الأخذ من المصاحف وحدها ولا بد من التلقي والمشافهة عن المتقنين للتلاوة، يدل على ذلك ما رواه الطبراني وغيره عن مسعود بن زيد الكندي قال: كان عبد الله بن مسعود يقرئ رجلا، فقرأ الرجل الآية: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها..» سورة التوبة: 60، قراءة مرسلة خطف فيها الممدود فلم يشبعها كما ينبغي، فقال عبد الله بن مسعود: ما هكذا أقرأنيها «محمد- صلى الله عليه وسلم» : وقرأ ابن مسعود «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ ... » ومد الفقراء المد اللازم المعروف.
لقد كانت هناك جيوش من القراء تهدر بالقرآن فى جوف الليل وفى الصلوات وفى الزحف وفى شهر رمضان، وفى غزوة القراء: استشهد سبعون حافظا لكتاب الله.
فالقرآن كان محفوظا فى الصدور متلوا على الألسنة متواترا على الأسماع.
فإن خالف قارئ أدنى مخالفة فإن سامعه يرشده أو يحتكمان إلى رسول الله أو غيره من الصحابة والحفاظ.

الصفحة 577