كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)

يعنى المطر فَأَخْرَجْنا بِهِ يعني بالمطر «1» نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ يعني الثمار والحبوب وألوان النبات فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً يعني أول النبات نُخْرِجُ مِنْهُ يعني من الماء حَبًّا مُتَراكِباً يعني السنبل قَدْ ركب بعضه بعضا وَأخرجنا بالماء مِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها يعنى من ثمرها قِنْوانٌ يعنى [122 أ] قصار النخل دانِيَةٌ يعني ملتصقة «2» بالأرض تجنى «3» باليد وَأخرجنا بالماء جَنَّاتٍ يعني البساتين، ثُمّ نعت البساتين فَقَالَ: مِنَ نخيل وأَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً ورقها فِي المنظر يشبه ورق الزيتون وورق الرمان، ثُمّ قَالَ:
وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ فِي اللون مختلف فِي الطعم انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ حين يبدو غضا أوله صيصا وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ يعني إن فِي هَذَا الَّذِي ذكرَ من صنعه وعجائبه لعبرة لَآياتٍ «4» لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ- 99- يعنى يصدقون بالتوحيد وَجَعَلُوا يعني وصفوا لِلَّهِ الَّذِي خلقهم فِي التقديم شُرَكاءَ الْجِنَّ من الملائكة وذلك أن جهينة وبني سَلَمَة وخزاعة وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا أن حيا من الملائكة يُقَالُ لهم الجن بنات الرحمن. فقال الله: وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ يعني وتخرصوا يعني يخلقوا للَّه بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ يعلمونه أن لَهُ بنين وبنات وذلك أن اليهود قالوا عزير ابن الله. وقالت النصارى المسيح ابْن اللَّه. وقالت العرب الملائكة بنات اللَّه يَقُولُ اللَّه سُبْحانَهُ نزه نفسه عما قَالُوا من البهتان، ثُمّ عظم نفسه فَقَالَ: وَتَعالى يعني وارتفع عَمَّا يَصِفُونَ- 100- يعني، يقولون من الكذب، فعظم نفسه وأخبر عن قدرته فقال: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَمْ يكونا فابتدع خلقهما، ثُمّ قَالَ أَنَّى يعني من أَيْنَ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ يعنى
__________
(1) فى أ: المطر.
(2) فى الأصل: ملزقة.
(3) فى الأصل: تجتنى.
(4) فى أ: وآيات، وفى حاشية أ: التلاوة لآيات.

الصفحة 581