كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)

زوجة وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ يعني من الملائكة وعزير وعيسى وَغَيْرُهُمْ فهم «خلقه وعباده وَفِي ملكه» «1» ، ثُمّ قَالَ: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ- 101- ثُمّ دل عَلَى نفسه بصنعه ليوحدوه فَقَالَ: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ الَّذِي ابتدع خلقهما «2» وخلق كُلّ شيء وَلَم يَكُنْ لَهُ صاحبه وَلا ولد ثُمّ وحد نفسه إذ لَمْ يوحده كفار مكة فَقَالَ: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ يعني فوحدوه وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ- 102- وهو رب كل شيء ذكر من بنين وبنات وغيرهم، ثُمّ عظم نفسه فَقَالَ: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ يَقُولُ لا يراه الخلق فِي الدُّنْيَا وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ يرى الخلق فِي الدُّنْيَا وَهُوَ اللَّطِيفُ لطف علمه وقدرته حين يراهم فِي السموات والأرض الْخَبِيرُ- 103- بمكانهم قَدْ جاءَكُمْ يا أهل مكة بَصائِرُ يعني بيان مِنْ رَبِّكُمْ يعني القرآن نظيرها فِي الأعراف «3» فَمَنْ أَبْصَرَ إيمانا بالقرآن فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ عن إيمان بالقرآن فَعَلَيْها يعني فعلى نفسه وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ- 104- يعني برقيب يعني محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَذلِكَ يعني وهكذا نُصَرِّفُ الْآياتِ فِي أمور شتى يعني ما ذكر وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ يعني قابلت ودرست يعني تعلمت من غيرك يا محمد فأنزل اللَّه «وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ» [122 ب] لئلا يقولوا درست وقرأت من غيرك وَلِنُبَيِّنَهُ يعنى القرآن لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ- 105- اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وذلك حين دعى النبي- صلى الله عليه وَسَلَّمَ- إلى مَلَّة آبائه فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- «اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ- 106-
__________
(1) فى الأصل ما بين القوسين: «خلقي وعبادي وفى ملكي» . [.....]
(2) الضمير عائد إلى السماوات والأرض فى قوله- سبحانه- «بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» .
(3) يشير إلى الآية 201 من سورة الأعراف وهي: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ.

الصفحة 582