كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
أولياء الجن من كفار الإنس رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ كاستمتاع الإنس بالجن، وذلك أن الرَّجُل كان إذا سافر فأدركه الليل بأرض القفر خاف فيقول أعوذ بسيد هَذَا الوادي من سفهاء قومه فيبيت فِي جواره آمنا، وكان استمتاع الجن بالإنس: أن يقولوا لقَدْ سودتنا الإنس حين فزعوا إلينا فيزدادوا بِذَلِك شرفا وَقالت بَلَغْنا أَجَلَنَا الموت الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا فِي الدُّنْيَا فرد اللَّه عليهم: قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ ومثوى الكافرين خالِدِينَ فِيها أبدا إِلَّا مَا شاءَ اللَّهُ واستثنى أَهْل التوحيد أنهم لا يخلدون فيها إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ يعني حكم النار لمن عصاه عَلِيمٌ- 128- يَقُولُ عالم بمن لا يعصيه قوله: وَكَذلِكَ يعنى وهكذا نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً فولى اللَّه ظلمة الإنس ظلمة الجن، وولى ظلمة الجن ظلمة الإنس بأعمالهم الخبيثة، فذلك قوله: بِما كانُوا يَكْسِبُونَ- 129- يعني يعملون من الشرك، ثُمّ قَالَ لهم عند ذلك: امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
[124 ب] يعني كفار الجن وكفار الإنس، وَلا يعني به الشياطين لأن الشياطين هُمْ أغروا كفار الجن وكفار الإنس وبعث اللَّه رسولا من الجن إلى الجن، ومن الإنس الإنس يقصون، فذلك قوله: لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ
يعني من أنفسكم الجن إلى الجن والإنس إلى الإنس قُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي
يعنى آيات القرآن يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا
يعنى يوم القيامةالُوا
يعنى قالت الإنس والجن: هِدْنا عَلى أَنْفُسِنا
بِذَلِك أنا كفرنا بما قَالَت الرسل فِي الدُّنْيَا، قَالَ اللَّه للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا
عن دينهم الْإِسْلام، وَيَقُولُ اللَّه للنبي- صَلَّى الله عليه وسلم-: شَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ
فى الآخرةنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ
- 130- فِي الدُّنْيَا، وذلك حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك والكفر فِي الدُّنْيَا، ثُمّ قَالَ الخازن- فى التقديم-: «النَّارُ مَثْواكُمْ» يعني مأواكم «خالِدِينَ
الصفحة 589
604