كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 1)

غرم ولم يستطع الأداء اختلق لصاحب الحق الأكاذيب، ووعد أن يوفي الدين في يوم كذا ثم لا يوفي، فيورث المغرم شعبتين من شعب المنافقين، الكذب وخلف الوعد، وما أقبح هاتين الرذيلتين! ! وما أقبح من يتصف بهما.
وهكذا علم الرسول الكريم أمته دعاء يقيهم الشرور في الدنيا والآخرة. صلى الله عليه وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه.

-[المباحث العربية]-
(كان يدعو في الصلاة) لم تحدد هذه الرواية في أي موضع من الصلاة كانت الاستعاذة، لكن الروايات الأخرى الصحيحة صرحت بأن موضعها بعد الفراغ من التشهد وقبل السلام.
(اللهم إني أعوذ بك) أي ألجأ إليك طالبا الحصانة والحماية.
(من عذاب القبر) أضيف العذاب إلى القبر، مع أن من لم يقبر من الموتى يعذب أو ينعم في وضعه الذي صار إليه بعد الموت، لأن الغالب على الموتى أن يقبروا.
(وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال) الفتنة الامتحان والاختبار، قال عياض: واستعمالها في العرف لكشف الحال المكروه. اهـ، وفي بعض الروايات "من شر فتنة المسيح الدجال" والمسيح بتخفيف السين المكسورة بعد الميم المفتوحة يطلق على الدجال، وعلى عيسى عليه السلام، لكن إذا أريد الدجال قيد به، وقيل: إن أريد الدجال شددت السين المكسورة، وإن أريد عيسى خففت. والمشهور الأول. وأصل الإطلاق بتخفيف السين لمسحه الأرض، وأما بتشديدها فلكونه ممسوح العين، وحكى بعضهم أنه بالخاء في الدجال، أما إطلاق المسيح على عيسى عليه السلام فلأنه -كما قيل -كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، أو لأنه كان يمسح الأرض بسياحته، أو لأن رجله لا أخمص لها، أو للبسه المسموح، أو أن أصل الكلمة بالعبرانية ما شخا فعربت إلى المسيح، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر.

الصفحة 180