كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 1)

الشيء لوجود غيره، والمصدر المنسبك من "أن" والفعل في محل رفع بالابتداء، وفيه مضاف محذوف، والخبر محذوف وجوبا، وجواب "لولا" "لأمرتهم" والتقدير لولا خوف المشقة على المؤمنين موجود لأمرتهم بالسواك، فانتفى وامتنع الأمر الإيجابي بالسواك لوجود خوف المشقة.
(لأمرتهم بالسواك) قال أهل اللغة: السواك بكسر السين يطلق على الفعل وعلى العود الذي يتسوك به، يقال: ساك فمه يسوكه سوكا، فإذا قلت: استاك لم يذكر الفم، وجمع السواك سوك بضمتين، مثل كتاب وكتب وقال بعضهم يجوز أيضا سؤك بالهمز، والسواك مأخوذ من ساك إذا دلك، وهو في اصطلاح استعمال عود أو نحوه في الأسنان لتذهب عنها الصفرة والتغيير.

-[فقه الحديث]-
في السواك وردت أحاديث كثيرة منها:
1 - روى البخاري عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء".
2 - وروى أحمد والنسائي والترمذي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".
3 - وروى الطبراني في الأوسط "نعم السواك الزيتون، من شجرة مباركة يطيب الفم، ويذهب بالحفر، وهو سواكي، وسواك الأنبياء من قبلي" والحفر داء يفسد أصول الأسنان.
4 - وعند أحمد عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ، إلا يتسوك قبل أن يتوضأ".
5 - وروى الحاكم والبيهقي "لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء".
وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على السواك محافظة جعلت الشافعية والمالكية

الصفحة 211