كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 1)

والفضل، فتلقى سليك ثوبين، فجاء بهما في الجمعة الأخرى، وحاول أن يهدي أحدهما فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته هاديا ومرشدا وموجها ورفيقا ورحيما، وصدق الله العظيم حيث يقول فيه {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}

-[المباحث العربية]-
(جاء رجل) أي دخل المسجد رجل واسمه سليك بصيغة التصغير، ابن هدية، وقيل: ابن عمرو الغطفاني، ففي مسلم "جاء سليك الغطفاني".
(يخطب الناس) هم الناس الموجودون بالمسجد فأل فيه للعهد.
(فقال) الفاء عاطفة على محذوف، والتقدير فجلس الرجل، فقال النبي له "قم ... " كما يدل عليه رواية مسلم "جاء سليك قبل أن يصلي، فقال له: "
(أصليت يا فلان؟ ) في رواية الأكثرين "صليت يا فلان"؟ يحذف همزة الاستفهام مع إرادته.
(يا فلان) كناية عن الرجل الداخل وهي من الراوي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عينه طبعا عند النداء فقال: يا سليك.
(فاركع) أي فصل، وعبر عن الصلاة بالركوع مجازا مرسلا، لأن الركوع أهم أجزائها، ويدل على ذلك رواية "فصل" وفي رواية "فاركع ركعتين".

-[فقه الحديث]-
استدل بهذا الحديث الفقهاء من المحدثين والشافعية والحنابلة على أن من دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب على المنبر، يندب له أن يصلي ركعتين تحية المسجد، ويكره الجلوس قبل أن يصليهما، وليخفف فيهما وجوبا، ليسمع الخطبة، والمراد بالتخفيف الاقتصار على الواجبات لا

الصفحة 218