كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 1)

أجبت كان أحب إلي من حمر النعم، كنت سأكون سعيدا بجوابك حين عجز القوم أكثر من سعادتي بأعظم الأموال وأنفسها وأغلاها.

-[المباحث العربية]-
(إن من الشجر شجرة) "من" تبعيضية، و"أل" في "الشجر" للجنس. أي إن بعض جنس الشجر شجرة.
(لا يسقط ورقها) كما يسقط أوراق غيرها في بعض فصول العام، بل ولا يخف كما يخف كثير من ورق الشجر، والجملة صفة "شجرة" وفي رواية "لا يتحات ورقها ولا .... ولا .... ولا ... " قيل في تفسيرها: "ولا ينقطع ثمرها ولا يعدم فيؤها، ولا يبطل نفعها" قال بعض العلماء: بركة النخل في جميع أجزائها، وعلى مر الأيام، فمن حين يطلع ثمرها إلى أن ييبس يؤكل أنواعا، بسرا ورطبا وتمرا، وينتفع بخوصها وجريدها وليفها وجذعها حتى النوى ينتفع به في علف الدواب.
(وإنها مثل المسلم) "مثل" روي بفتح الميم والثاء، وبكسر الميم وسكون الثاء، مثل شبه -بفتح الشين والباء، وبكسر الشين وسكون الباء -لفظا ومعنى. والنخلة في روايتنا مشبه، والمسلم مشبه به، وجاء في رواية "إن مثل المؤمن كمثل شجرة لا تسقط لها أنملة" فالمؤمن مشبه، والنخلة مشبه به ووجه الشبه على الروايتين دوام النفع وكثرة الخير، ورواية "لا تسقط لها أنملة ولا تسقط لمؤمن دعوة" ورواية "شجرة مثلها مثل المؤمن، أصلها ثابت وفرعها في السماء" على أساس أن دين المسلم ثابت وعمله مقبول مرفوع وإن كان فيهما إشارة إلى وجه شبه، لكنهما فردان من أفراد دوام النفع وكثرة الخير، ولذا كانت رواية البزار شاملة موجزة. إذ قالت "مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك" وإسناده صحيح.
أما من قال إن وجه الشبه كون النخلة إذا قطع رأسها ماتت، أو كونها لا تحمل حتى تلقح، أو كونها تموت إذا غرقت، أو لأن لطلعها رائحة مني الآدمي، أو لأنها تعشق، أو لأنها تشرب من أعلاها، فكلها أوجه ضعيفة لا

الصفحة 35