كتاب حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الأول)

أسائل من دار الأراضي سياحة ... عسى بلدة فيها هدى وصواب
فيخبر كل عن قبائح ما رأى ... وليس لأهليها يكون متاب
لأنهم عدوا قبائح فعلهم ... محاسن يرجى عندهن ثواب
3- العلامة محمد بن علي الشوكاني صاحب نيل الأوطار وغيره من الكتب المهمة، ذكره في ترجمة غالب بن مساعد أمير مكة من كتابه "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" وقال في جـ 12 "وفي سنة 1215 وصل من صاحب نجد المذكور أي: عبد العزيز بن سعود مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة حولان الإمام حفظه الله، أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة. والمجلد الآخر يتضمن الرد على جماعة من المقصرين من سفهاء صنعاء وصعدة ذكروه في مسائل متعلقة بأصول الدين وبجماعة من الصحابة، فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة. وقد هدم عليهم جميع ما بنوه وأبطل جميع ما دونوه؛ لأنهم مقصرون متعصبون، فصار ما فعلوه خزيا عليهم وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا من تصدر ولم يعرف مقدار نفسه، وأرسل صاحب نجد مع الكتابين المذكورين بمكاتبة منه إلى سيدي المولى الإمام فدفع حفظه الله جميع ذلك، فأجبت عن كتابه الذي كتب إلى مولانا الإمام حفظه الله على لسانه بما معناه: أن الجماعة الذين أرسلوا إليه بالمذكرة لا ندري من هم، وكلامهم يدل على أنهم جهال، والأصل والجواب موجودان في مجموعين" اهـ.
وذكر الشوكاني في ترجمة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود من "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" جـ1 صـ262. ذكر ما قام به الإمام محمد بن عبد الوهاب من الدعوة إلى توحيد الله عز وجل والإنكار على المعتقدين في الأموات، وما قام به الإمام محمد بن سعود من إجابته ونصره ومجاهرة من خالف دعوته دعوة التوحيد، وقيام الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود مقامه، وقيام الإمام سعود بن عبد العزيز مقام عبد العزيز من بعده، وما لذلك في بلاد اليمن من الآثار العظيمة، فقال: "وصل إليه - أي: إلى محمد بن سعود - الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب

الصفحة 133