كتاب حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الأول)

الداعي إلى التوحيد المنكر على المعتقدين في الأموات، فأجابه وقام بنصره وما زال يجاهد من يخالفه. وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها أمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريبا، ثم مات محمد بن سعود وقد دخل في الدين بعض البلاد النجدية، وقام ولده عبد العزيز مقامه، فافتتح جميع الديار النجدية والبلاد المقدسة والبلاد العارضية والحسا والقطيف، وجاوزها إلى فتح كثير من البلاد الحجازية، ثم استولى على الطائف ومكة والمدينة وغالب جزيرة العرب، وغالب هذه الفتوح على يد ولده سعود، ثم قام بعده ولده سعود فتكاثرت جنوده واتسعت فتوحه ووصلت جنوده إلى اليمن، فافتتحوا بلاد أبي عريش وما يتصل بها، ثم تابعهم الشريف حمود بن محمد شريف أبي عريش، وأمدوه بالجنود ففتح البلاد التهامية كاللحية والحديدة وبيت الفقيه وزبيد وما يتصل بهذه البلاد، وما زال الوافدون من سعود يفدون إلينا إلى صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور وإلى حضرة ولده الإمام المتوكل، فكتب إليهما بالدعوة إلى التوحيد، وهدم القبور المشيدة والقباب المرتفعة، ويكتب إلي - أيضا - مع ما يصل من الكتب إلى الإمامين، ثم وقع الهدم للقباب والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة لها، وفي جهة ذمار وما يتصل بها" ا. هـ.
4- الشيخ العلامة محمد بن أحمد بن عبد القادر الحفظي1 قال في الثناء عليه والإشادة بدعوته:
الحمد حقا مستحقا أبدا ... لله رب العالمين أبدا
مصليا على الرسول الشارع ... وآله وصحبه والتابعي
في البدء والختم وأما بعد ... فهذه منظومة تعد
__________
1 وصفه الشيخ محمد بن محمد بن يحيى بن زبارة الحسني اليماني الصنعاني في كتابه "نيل الوطر في رجال اليمن في القرن الثالث عشر" بأنه الشيخ العلامة البارع في الفنون وقال: كان سريع البادرة حسن المحاضرة مع تواضع ودماثة أخلاق واشتغال بما يقربه من الأخلاق وكان المرجع لأهل جهته بعد وفاته قال: "ولما ظهرت الدعوة النجدية - يعني دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - بالبلاد التهامية كان ممن مال إليها وحث الناس على إجابتها وكتب إلى حاكم المخلاف السليماني أبي عريش القاضي عبد الرحمن البهكلي وسائر علماء المخلاف قصيدة في ذلك أولها:"هاج الشجى وهاج شوق* المبتلي وبدت صبابات الغرام الأول"
وذكر أن له مؤلفات في النحو وغيره ومات بقرية رجار من عسير في سنة 1237هـ.

الصفحة 134