كتاب المرأة في حياة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

مبارك أنه ضد مصلحة القائمين بالدعوة، وهذا غير صحيح، فابن مبارك كان من أوائل الوافدين على الشيخ في الدرعية في سنة 1157هـ - بجماعته أهل حريملاء، وقد قتل في شوال سنة 1165هـ، وهو ثابت على ما عاهد عليه الشيخ1.
ولكن كان بين أهل العيينة وأهل حريملاء حزازات قديمة وضغائن قبل قيام الدعوة - أشار إلى بعضها ابن بشر وغيره2 - ويظهر أن ذلك الاتفاق لإزالة آثار تلك الحزازات التي كان من آخرها ما حدث من عثمان بن معمر سنة 1143هـ من أخذه زواملهم3.
ويورد المؤرخان ابن غنام4 وابن بشر 5 في حوادث سنة ستين ومائة وألف أن من أعظم ما نقم على عثمان - وعبارة ابن غنام: وكان من أعظم ما أظهر نفاق عثمان - أنه أرسل إلى إبراهيم بن سليمان أمير ثرمداء، وأمره أن يركب إلى دهام - أمير الرياض - للإصلاح بينهما والاتفاق جميعا مع الشيخ ومحمد بن سعود، فقدم دهام مع إبراهيم على عثمان، وكان ذلك من غير مشورة الشيخ محمد وابن سعود، فحين رأى أهل البلد ذلك ساروا إلى عثمان، فموه عليهم - وعبارة ابن بشر: فتحقق أهل البلد منهم الخيانة - وقال عثمان: ليس لي مراد إلا الإرسال للشيخ حتى يحضر عقد الصلح، ويدخل دهام في دائرة الإسلام، ثم أرسل إلى الشيخ للقدوم، فألقى الله في روعه ما استبان به خيانة عثمان وغدره، فامتنع عن الذهاب، وعرف المسلمون من أهل البلد مكر عثمان، فحصروا ابن دواس في القصر، ولكنه هرب تحت جنح الظلام، وعاد إبراهيم بن سليمان إلى ثرمداء. قال ابن بشر: فلما وصلها (تدرع لباس الحرب) .
لا شك أن ما فعله عثمان من محاولته الإصلاح بين القائمين بأمور الدعوة وبين عدويهم اللدودين صاحب الرياض وصاحب ثرمداء بدون مشورة واتفاق على ذلك بينه وبين الشيخ محمد والأمير محمد بن سعود من الأمور التي يؤاخذ عليها، مهما كان قصده،
__________
1"عنوان المجد" ج1 ص28 و42.
2حوادث سنة 1098/1100/1121/1128/1130.
3المصدر السابق: ج2 ص240.
4"تاريخ نجد": 94.
5"عنوان المجد": 1/34.

الصفحة 176