كتاب المرأة في حياة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

واستمر نحو قرن من الزمان، ومثل هذا يحدث في كثير من الأسر التي تتشعب فروعها ويكثر أفرادها.
ولا يجد الباحث تفاصيل لهذا التنافس لدى مؤرخي نجد في تلك الحقبة، ولكنه لن يعدم إشارات موجزة يستشف منها ذلك.
فابن بشر يذكر في سوابقه أن دواس بن محمد بن عبد الله بن معمر قتل سنة 1058هـ وتولى بعده محمد بن حمد بن عبد الله الإمارة، فأجلى آل محمد من العيينة، فلم تتم له الولاية سوى تسعة أشهر.
ويذكر ابن بشر أيضا أن الشيخ لما انتقل إلى الدرعية من العيينة سنة 1157هـ هاجر إلى الدرعية بعض رؤساء المعامرة، ويضيف: (معاكسين لعثمان بن معمر) .
ونجد أحد هؤلاء المهاجرين يتولى إمارة العيينة بعد قتل عثمان، وهو سلطان بن محيسن المعمري في سنة 1163.
وقد ذكر الأستاذ عبد الله بن خميس في "معجم اليمامة"1 بعد ذكر مقتل عثمان.. (ولكن الشيخ محمدا لم يرض بهذا التصرف، فسارع إلى العيينة، وجمع أهلها وهدأ روعهم، وعين مشاري بن إبراهيم بن معمر أميرا وناصر الدعوة.. وأخذ يشارك بأهل العيينة في غزوات آل سعود، ولكن ظهر منه أخيرا ما جعل الدرعية تسيء الظن به وتعزله.
بعد ذلك أسندت إمارة العيينة إلى سلطان بن محيسن أحد موالى آل معمر، ولكن ذلك أوغر صدر ناصر بن عثمان بن معمر، وكان يطمع في تولي الإمارة، فأعلن تمرده ولكنه قتل سنة 1182هـ.
واضطرب الأمن في العيينة فذهب إليها الشيخ محمد، وأمر بهدم قصر آل معمر،
__________
1 1203/ 204.

الصفحة 180