كتاب اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة - عبد العزيز آل الشيخ

ممن اقتنع بدعوة الشيخ. وكان من أثر انتشار خبر الشيخ وذيوع دعوته أن سخط عليه الأمراء والحكام، وكان ابن سويلم يخاف على نفسه من أمير الدرعية إن علم بأن الشيخ عنده. وقد علم الأمير محمد بن سعود بوجود الشيخ بالدرعية بدار محمد بن سويلم، فهب الأمير للقاء الشيخ بعد أن نور الله بصيرته بالحق.
"لقاء الشيخ بالأمير"
قام الأمير محمد بن سعود ـ رحمه الله ـ بزيارة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مرحبا به مؤيدا له، وكان من أول لقاء لهما أن قال الأمير "يا شيخ محمد أبشر بالعز والتمكين والمنعة، أبشر ببلاد خير من بلادك" فرد عليه الشيخ قائلا "وأنا أبشرك بالعز والتمكين وهذه كلمة "لا إله إلا الله" من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم". فلما تحقق الأمير محمد معرفة التوحيد وتصفية العقيدة الإسلامية من شوائب الشرك والبدع، وعلم ما لذلك من المصالح الدينية والدنيوية قال له: يا شيخ إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه وأبشر بالنصرة لك ولما أمرت به والجهاد فيمن خالف دين الإسلام، ولكن أريد أن أشترط عليك اثنتين إذا قمنا في نصرتك والجهاد في سبيل الله وفتح الله لنا ولك البلدان نخاف أن ترتحل عنا وتستبدل بنا غيرنا.
والثانية: أن لي على أهل الدرعية "قانوناً" أي ضريبة آخذه منهم في وقت الثمار، وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئاً - فقال الشيخ: أما الأولى فابسط يدك الدم بالدم والهدم بالهدم. وأما الثانية فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير منها، ثم إن الأمير محمد بسط يده وبايع الشيخ على دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيل الله، وإقامة شرائع الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقام الشيخ ودخل معه البلد واستقر عنده - جاء ذلك في عنوان المجد في تاريخ نجد، وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض مغازى الشيخ والأمير وحروبهم. أصر

الصفحة 196