كتاب اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة - عبد العزيز آل الشيخ

أمير الرياض دهام بن دواس على محاربة التوحيد، وناصب الإمام محمد بن سعود وهذه الدعوة السلفية العداء بوحشية وفظاظة واستكبار واستعلاء. وقد قام بن دواس بغارات على أهل منفوحة لمناصرتهم لدعوة الشيخ رحمه الله، فما كان من الإمام محمد بن سعود رحمه الله إلا أن سار إليه واقتحم أراضيه، ثم كان بعد ذلك عدة لقاءات بين جيش الإمام محمد بن سعود ووقعت حروب كثيرة، وتفاصيلها موجودة في الكتب انتهت بهرب ابن دواس الخائن في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بعد أن شغل الدعوة سبعا وعشرين سنة بعناده وباطله وخياناته المستمرة، وكان من أعداء الدعوة أمير الأحساء ابن عريعر الذي ناصب الدعوة العداء.
سار هذا العدو الشرس بجيش يفوق الجيوش في وقته عددا وعدة، وحاصر الدرعية شهراً كاملاً، ولكن قوة الإيمان والصبر والثبات كانت تفوق هذه القوى المادية، ونصر الله المؤمنين الموحدين أتباع الشيخ والإمام محمد بن سعود على عريعر. وقد كتب الله لدعوة الشيخ أن تنشر في الجزيرة العربية في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز، وقد كانت مدينة الدرعية بزمن الإمام سعود ـ رحمه الله ـ في ذروة العز والقوة والمنعة وكثرة الرجال والسلاح، وكانت مدينة زاهرة بالعلوم والعمران، يؤمها الطلاب من كل صوب، تخرج منها علماء أجلاء لهم مشاركة في التدريس والتأليف والقضاء والإفتاء، وصدق الله إذ يقول: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} 1، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن العباس رضي الله عنهما: "واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا"2.
ولسائل أن يسأل - ما هي أسباب النصر الذي تم لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصاره الغر الميامين -؟ إنه ولا شك عون الله لعبده، ثم بعد ذلك كونها دعوة حق اعتمدت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي تفسر هذا الكتاب وتبينه وتدل عليه. كتب الله لها النصر لتكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر، وصدق الله إذ يقول {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} 3.
__________
1 سورة الحج آية: 41.
2 الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2516) ، وأحمد (1/307) .
3 سورة غافر آية: 51.

الصفحة 197