كتاب اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة - مناع القطان

والصيد وما يؤكل وما لا يؤكل، وتفاصيل الأنكحة والبيوع والجنايات وغير ذلك مما دفع مجملا في القرآن، وهو الذي يدخل في الآية الكريمة: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} 1.
3- وما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس فيه نص حكم بالقرآن حيث فرض الله في كتابه طاعة رسوله والانتهاء إلى حكمه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} 2 فمن قبل هذه السنة امتثل أمرالله3.
وقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} 4.
وتكرار الأمر بالطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن طاعة الرسول تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا، سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه فإنه أوتي الكتاب ومثله معه، ولم يأمر الله بطاعة أولي الأمر استقلالاً حيث لم يتكرر معهم الأمر بالطاعة، فجعل طاعتهم ضمن طاعة الرسول إيذانًا بأنهم يطاعون تبعًا لطاعة الرسول، فمن أمر منهم بما جاء عن الرسول وجبت طاعته، ومن أمر بخلاف ذلك فلا سمع له ولا طاعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" 5 وقال: "إنما الطاعة في المعروف" 6.
__________
1 سورة النحل آية: 44.
2 سورة المائدة آية: 92.
3 انظر الرسالة ص 85-92 بتحقيق أحمد شاكر ط الحلبي.
4 سورة النساء آية: 59.
5 رواه أحمد والحاكم.
6 رواه أحمد والبيهقي.

الصفحة 221