كتاب اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة - مناع القطان

فإن لم يتبين واحتجت إلى العمل فقلد من تثق بعلمه ودينه، وهل يتخير الرجل عند ذلك، أو يتحرى أو يقلد الأعلم أو الأورع؟ فيه كلام ليس هذا موضعه1.
وبين القاعدة التي يتبعها المفتي فيقول: "الذي يسوغ بل يجب ما وصف لك، وهو طلب علم ما أنزل الله على رسوله، ورد ما تنازع فيه المسلمون إليه فإن علمه الله شيئا فليقل به، وإلا فليمسك ويقول: الله أعلم، ويجعله من العلم الذي لا يعرفه، فلو بلغ الإنسان في العلم ما بلغ لكان ما علمه قليلا بالنسبة إلى ما لم يعلمه، وقد قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} 2.
والذي يتتبع أقوال الشيخ وفتاواه يجد تأكيد وجوب اتباع الله واتباع رسوله والرد في محل النزاع إلى الكتاب والسنة، تارة بالإجمال، وتارة بالتفصيل، وأوضح بيان له في ذلك ما ذكره في رسالة له: "أربع قواعد تدور الأحكام عليها" ونحن نقتطف من ذلك أهم ما ورد: "هذه أربع قواعد من قواعد الدين التي تدور الأحكام عليها ... ".
القاعدة الأولى: تحريم القول على الله بلا علم، لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} 3 إلى قوله: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} 4.
القاعدة الثانية: أن كل شيء سكت عنه الشارع فهو عفو لا يحل لأحد أن يحرمه أو يوجبه أو يستحبه، أو يكرهه؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} 5.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها"
__________
1 المصدر السابق ص32 , 33.
2 سورة الإسراء آية: 85.
3 سورة الأعراف آية: 33.
4 سورة الأعراف آية: 33.
5 سورة المائدة آية: 101.

الصفحة 226