كتاب اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة - مناع القطان

وسلم يختلفون في بعض المسائل من غير نكير ما لم يتبين النص، فينبغي للمؤمن أن يجعل همه وقصده معرفة أمر الله ورسوله في مسائل الخلاف، والعمل بذلك، ويحترم أهل العلم ويوقرهم ولو أخطأوا، لكن لا يتخذهم أربابا من دون الله، هذا طريق المنعم عليهم، وأما اطراح كلامهم وعدم توقيرهم فهو طريق المغضوب عليهم..) 1.
هذه هي الصورة المشرقة في منهج الشيخ ودعوته لا مجال فيها لتقول يدعي أنه خرج على الأئمة، وأنه ينال منهم، أو أنه أتى بمذهب جديد ينسبه إلى نفسه، حتى لقبوا دعوته بالوهابية افتراء وزوراً.
والشيخ - رحمه الله - يرد على هذه المفتريات في أجوبته عن الرسائل التي وصلته، ويبين أنه لا يحيد عن كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما عليه سلف هذه الأمة، وما استقر عليه أمر علمائها، ولا يكفر الناس، ففي رسالته إلى أهل القصيم يقول: ( ... ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم، والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي، (فمنها) قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة، وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وإني أدعي الاجتهاد، وإني خارج عن التقليد، وإني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة، وإني أكفر من توسل بالصالحين، وإني أكفر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق، وإني أقول: لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزابا من خشب، وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما، وإني أكفر من حلف بغير الله، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي، وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين:
جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، وقبله من بهت محمداً صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور، وقال تعالى:
__________
1 المصدر السابق ص10-12.

الصفحة 229