كتاب اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة - صالح الأطرم

الفصل الخامس عشر: في كتابة الشيخ بالسيرة النبوية
واختصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما كتبه قبله في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كابن هشام، واعتنى بالشيء الثابت الذي يعرفه القارئ من خلال هذا المختصر، ويلمح الطابع العام لمنهج محمد بن عبد الوهاب في محبته الدليل في أي مؤلف كان، وقد قدم لكتابه "مختصر السيرة" مقدمة عظيمة موجزة مفيدة يفهم منها الالتزام والتقيد بالشيء الصحيح والمحتج به.
وإليك- يا أخي المسلم - جزءاً من هذه المقدمة لعله يشوقك إلى قراءة هذا المختصر لتجد الأدلة الواضحة والساطعة على اعتماد الشيخ دائما وفي جميع موضوعاته على الكتاب والسنة حيث قال صفحة 7،8:
(اعلم رحمك الله: أن أفرض ما فرض الله عليك معرفة دينك الذي معرفته والعمل به. سبب لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار.
ومن أوضح ما يكون لذوي الفهم: قصص الأولين والآخرين: قصص من أطاع الله وما فعل بهم، وقصص من عصاه، وما فعل بهم.
فمن لم يفهم ذلك، ولم ينتفع به فلا حيلة فيه كما قال تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} 1.
وقال بعض السلف: "القصص جنود الله" يعني أن المعاند لا يقدر أن يردها. فأول ذلك: ما قص الله سبحانه عن آدم، وإبليس، إلى أن هبط آدم وزوجه إلى الأرض. ففيها من إيضاح المشكلات ما هو واضح لمن تأمله. وآخر القصة قوله تعالى:
__________
1 سورة ق آية: 36.

الصفحة 369