كتاب عن الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)
أصلها في تاريخ ابن غنام دون الإشارة إلى مواضع الاختلاف. من ذلك مثلاً: رسالة الشيخ إلى علماء مكة المكرمة، ورسالته إلى الشريف أحمد بن سعيد1.
والملاحظة الثانية: أن بعض الرسائل المضافة إلى ما ورد في تاريخ ابن غنام ليس فيها ما يرجح كونها من رسائل الشيخ نفسه. لنأخذ مثلا: الرسالة التي يقال إن الشيخ أرسلها إلى عالم من أهل المدينة، فهي لم ترد إلا في الدرر السنية، ولم يذكر اسم العالم الذي أرسلت إليه. ومن غير المرجح أن يرسل الشيخ رسالة إلى عالم من علماء تلك البلدة دون ذكر اسمه. وبالإضافة إلى ذلك: فإنه لم ينص فيها على أنها من الشيخ. والمتتبع لرسائل الشيخ محمد يرى أنه عادة يبدؤها بعبارة: "من محمد بن عبد الوهاب إلى فلان بن فلان. " لكن هذه الرسالة لا تبدأ بمثل هذه العبارة، وإنما تبدأ بأسلوب يختلف تماما عن أسلوب الشيخ المعتاد.
وقريب مما سبق يمكن أن يقال عن تلك الرسالة التي يدعى أن الشيخ بعثها إلى عبد الله الصنعاني، فإنها لم ترد إلا في الدرر السنية. ولم ينص فيها على اسم مرسلها. وإذا قورنت بالرسالة التي كتبها عبد الله بن الشيخ محمد عند دخوله مكة المكرمة مع سعود بن عبد العزيز, يتضح أن هناك تشابها كبيرا بين أجزاء من الرسالتين من حيث الأسلوب والمضمون2. ولعل في هذا ما رجح أن الذي كتب الرسالة إلى الصنعاني هو الشيخ عبد الله بن محمد وليس أباه.
أما الرسالة التي يقال إن الشيخ محمدًا بعثها إلى أهل المغرب فمن الواضح عدم رجحان كونها له؛ وذلك لعدة أسباب: الأول: ما قيل عن الرسالتين السابقتين المنسوبتين إليه من حيث انفراد صاحب الدرر السنية بإيرادها، وعدم النص فيها على اسم مرسلها. الثاني: أنه من غير المحتمل أن يكون اهتمام زعماء الدعوة بالمغرب قد بدأ قبل استيلائهم على الحجاز ملتقى الوافدين إلى بيت الله الحرام. الثالث: - وهو أهمها- أن هذه الرسالة قد شاعت في تونس زمن الباي حموده باشا. وقد ذكرت المصادر التونسية وصولها إلى ذلك القطر بعد أن تكلمت عن الأمور التي قام بها سعود بن عبد العزيز في الحجاز.
__________
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ, طبعة جامعة الإمام ص41, 312. وسوف يشار إليه فيما بعد بشخصية وقارن ذلك بروضة 2/81 و114.
2 انظر شخصية ص100-101 وقارنها بالدرر السنية 27جـ1 ص127.
الصفحة 95
416