كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 1)

ورجحه على إسماعيل بن أبي أويس ، وقال ابن سعد والدارقطني : (( ثقة )) وروى أبو زرعه ومن عادته أن لا يروي إلا عن ثقة كما مر مرارا ، وروى عنه البخاري في ( صحيحه ) .
248-معبد بن أبو شافع . تقدمت روايته في ترجمة القاسم بن عثمان ، وتقدم هناك قول الأستاذ : (( كذبه أبو زرعه الكشي )) .
أقول : هكذا وقع في ( الميزان ) و( اللسان ) ، وأبو رزعه الكشي هو محمد بن يوسف الجنيدي . قال حمزة السمي في ( تاريخ جرجان ) في ترجمة معبد (( حدثنا عنه جماعة سمعت أبا زرعة محمد بن يوسف الجنيدي يقول : كان ابو شافع اسمه واسم أبيه واسم جده غير ما ذكر ، هو غير اسماءهم وكان ثقة في الحديث إلا أنه كان يشرب المسكر )) . فكأن بعضهم استروح إلى قوله : (( هو غير أسماءهم )) فعدها تكذيباً ، وتبعه غيره بدون تحقيق ، وتغيير الاسم ليس بكذب وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماء جماعة (1) وغير في بعضهم اسمه واسم أبيه ، اللهم أن يدعي الرجل أن اسمه لم يزل كذلك ، وهذا يدفعه قول الكشي (( وكان ثقة في الحديث )) . فأما شرب المسكر فقد تأول جماعة في ما عدا الخمر المتفق عليها فيشربون القدر الذي لا يسكرهم ، ولم يعد أهل العلم ذلك قادحاً في العدالة ، وإن ذم أكثرهم ذلك . (2) فهذا هو الذي وقع من أبي شافع بدليل قول الكشي (( وكان ثقة في الحديث )) . والله المستعان .
249-المفضل بن غسان الغلاني . في ( تاريخ بغداد ) 13 / 420 عنه قال (( أبو حنيفة ضعيف )) قال الأستاذ ص 169 : (( من المنحرفين عن أهل الكوفة مثل عمرو ابن علي الفلاس البصري وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الناصبي وحالهم يغني عن التعرض للأسانيد ، على أن الجرح غير المفسر لا يؤثر في أي راو فضلا عمن ثبتت إمامته ، وتواترت أمانته )) .
أقول : تقدمت ترجمة الجوزجاني وترجمة عمرو بن علي وبينا أن الجوزجاني شديد على
__________
(1) انظر الأحاديث الصحيحة )) ( 205 – 212 ) ، ن
(2) انظر الترجمة ( 73 ) وتعليقنا عليها ص 230 . ن

الصفحة 483