( مقدمة الفتح ) جرحه وبين أنه لا يعتد به ، (1) وقول الكوثري : (( وتابعه الخطيب )) باطل فقد روى ابن الآبنوسي عن الخطيب : (( كل من ذكرت فيه أقاويل الناس من جرح أو تعديل فالتعويل على ما أخرت )) كما في ( تذكرة الحفاظ ) ج 3 ص 315 ، وههنا بدأ الخطيب في ترجمة منها بحكاية قول الأزدي ثم أتبعا برواية السلمي عن الدارقطني : (( ثقة نبيل )) ، ثم ذكر مكانة مهنأ عند أحمد وثناء أصحابه عليه ، فعلم بذلك أن التعويل عنده على التوثيق .
وبهذا يعلم ما في عبارة ابن الجوزي في ( المنتظم ) ج 8 ص 368 في تجنياته على الخطيب: (( ذكر مهنأ بن يحيى وكان من كبار أصحاب أحمد وذكر عن الدارقطني أنه قال: مهنأ ثقة نبيل ، وحكى بعد ( ! ) ذلك عن أبي الفتح الأزدي ... وهو يعلم أن الأزدي مطعون فيه عند الكل ... فلا يستحي الخطيب أن يقابل قول الدارقطني في مهنأ بقول هذا ثم لا يتكلم عليه ؟ هذا ينبئ عن عصيبة وقلة دين )) .
أقول : عفا الله عنك يا أبا الفرج ، ما أرى الباعث لك على التجني على الخطيب إلا ما قدمته في ترجمته ، وعليك في كلامك هذا مؤاخذات :
الأولى : أن الموجود في ( تاريخ الخطيب ) تعقيب كلمة الأزدي بحكاية السلمي عن الدارقطني كما مر .
الثانية : أن هذا مع ذكر مكانة مهنأ عند أحمد وثناء أصحابه عليه في قوة الرد على كلمة الأزدي كما مر .
الثالثة : أنك إذ ذكرت ما قيل في الأزدي كان ينبغي أن تذكر ما قيل في السلمي حاكي التوثيق عن الدارقطني وقد ذكر ترجمته في ( المنتظم ) ج 8 ص 6 وفيها قول محمد ابن يوسف القطان : (( كان أبو عبد الرحمن غير ثقة ولم يكن سمع من الأصم شيئا يسيرا فلما مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيع حدث عن الأصم ب (( تاريخ يحيى بن معين )) وبأشياء كثيرة سواها ، وكان يضع للصوفية الأحاديث )) . ولم تتعقب هذا ولا ذكرت ما يخالفه .
الرابعة : أن الأزدي ذكر متمسكه ، فلا يسوغ رد قوله إلا ببيان سقوط حجته .
__________
(1) قلت : راجع ص 221 تجد فيها مثالا على ذلك . ن