كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 1)

ذلك أن نيل ابن معين ثابت وابن المديني أقرب إلى ذلك كما قال الأستاذ فكيف ثبت عنه خلافه ؟ والتحقيق أنه لا منافاة والاختلاف في مثل هذا كثير .
وأما كلمة الدارقطني فقد مر البحث فيها في ترجمته ، ثم الكلام في ذلك كالكلام في كلمة ابن المديني ، وأما ما ذكره الأستاذ أن ابن معين قال : (( سمعت ( الجامع الصغير ) من محمد بن الحسن )) فلا منافاة بل قد يكون سماعه ( للجامع ) في مبتدأ أمره ثم تبين له ما تبين وفي ترجمة محمد بن كثير القرشي من ( التهذيب ) : (( قال رأيت حديث الشيخ مستقيما )) . وقد ذكر الأستاذ تكذيب أبي يوسف لمحمد ، والظاهر أنه كان فبل ذلك عنده حسن الحال ثم طرأ ما اقتضى أن يكذبه ، ومع هذا كله فلم ينفرد هذا الرجل بما رواه عن ابن معين فقد قال العقيلي (( حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال : سمعت العباس الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : جهمي كذاب (( هكذا في ترجمة محمد بن الحسن من ( لسان الميزان ) (1)وروى محمد بن سعيد العوفي عن ابن معين أنه رمى محمدا بالكذب وقد تقدمت ترجمة العوفي ، وفيها ابن أبي مريم عن ابن معين في محمد بن الحسن (( ليس بسيئ ، ولا يكتب حديثه )) . وقال المفضل الغلابي ومعاوية بن صالح عن ابن معين (( حسن اللؤلؤي ومحمد بن الحسن ضعيفان )) ولم يأت عن ابن معين ما يخالف نقل هؤلاء الجماعة ، فأما قضية ( الجامع الصغير ) فقد مر ما فيها .
وأمنا قضية التجهم فقد اعترف الأستاذ باصطلاح أهل السنة سماعم (( الحشوية )) وهو وجميع أهل العلم يعلمون أن يحيى بن معين كان من أهل ذاك الاصطلاح ، واعترف الأستاذ بأن أبا حنيفة ومحمد بن الحسن جهميان بذاك المعنى ، وبذلك ثبتت رواية مضر بن
__________
(1) قلت : وكذا هو في (( الضعفاء )) للعقيلي ( ص 276 ) ، والسند صحيح ، وابن صدقة حافظ متقن له ترجمة في (( التاريخ )) ( 5 / 40 – 41 ) و(( تذكرة الحفاظ )) ( 2 / 280 – 281 ) . ن

الصفحة 491