به مما هو مظنة الخطأ ، بحجة أنه كان لكثرة ما سمع من الحديث ربما يشبه عليه فيخطئ )) وقد روى عنه البخاري في ( صحيحه ) وروى له بقية الستة بواسطة إلا النسائي (1) لا رغبة في علو السند كما يزعم الأستاذ فقد أدركوا كثيراً من أقرائه من أقرائه وممن هو أكبر منه، ولكن علماً بصدقة وأمانته ، وأن ما نسب إلى الوهم فيه ليس بكثير في كثرة ما روى .
فأما الدولابي فهو محمد بن أحمد بن حماد له ترجمة في ( الميزان ) و( اللسان ) قال ابن يونس : (( من أهل الصنعة حسن التضعيف وكان يضعف )) وقال الدارقطني : (( تكلموا فيه لما تبين من أمره الأخير )) وذكر ابن عدي قول الدولابي في معبد الجهني الذي روى أبو حنيفة عن منصور بن زازان عن الحسن عنه ، أنه معبد بن هوذة الذي ذكره البخاري في ( تاريخه ) .
قال ابن عدي : (( هذا الذي قاله غير صحيح ، وذلك أن معبد بن هوذة أنصاري فكيف يكون جهنيات ؟ (( ومعبد الجهني معروف ليس بصحابي ، وما حمل الدولابي عللا ذلك إلا ميله لمذهبه )) . وقال ابن عدي أيضاً : (( ابن حماد متهم فيما قاله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي )) . وفي ترجمة نعيم من ( مقدمة الفتح ) بعد الإشارة إلى حكاية الدولابي (( وتعقب ذلك ابن عدي بأن الدولابي كان متعصباً عليه لأنه كان شديداً على أهل الرأي . وهذا هو الصواب )) وقال في التهذيب ) : (( حاشى الدولابي أن يتهم ، وإنما الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه فإنه مجهول متهم )) .
أقول : لا أرى الدولابي يبرأ من عهدة ذاك النقل المريب فإن ابن عدي قال كما في ( التهذيب ) : (( قال لنا ابن حماد – يعني الدولابي – نعيم يروي عن ابن المبارك قال النسائي : ضعيف ، وقال غيره : كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات في ثلب حنيفة كلها كذب . قال ابن عدي وابن حماد متهم .... )) فلا يحتمل أن يكون الدولابي سمع تلك الكلمة ممن يعتد بقوله وإلا لصرح به وصرخ به صراخاً . فإن كان سمعها ممن لا يعتد به فلم
__________
(1) قلت : لم يحتج الشيخان ، أما البخاري فأخرج له مقروناً كما في خاتمة (( الترغيب )) للمذري ، وترجمة نعيم من (( التهذيب )) . وأما مسلم ن فأخرج له في مقدمة (( صحيحه )) كما يشعر بذلك رمزهم له ب (( مق )) . ن .