قال فيه الدارقطني : إمام في السنة كثرة الوهم. وقال أبو احمد الحاكم : ربما يخالف في بعض حديثه . وقد مضى أن ابن عدي تتبع ما وهم فيه ، فهذا فصل القول فيه )) .
وإنما أوقع نعيماً فيما وقع فيه من الأوهام أنه سمع فأكثر جداً من الثقات ومن الضعفاء ، قال أحمد بن ثابت أبو يحيى ((سمعت أحمد ويحيى بن معين يقولان : نعيم معروف بالطلب)) ثم ذمه بأنه يروي عن غير الثقات . وفي ( الميزان ) عن ابن معين يقولان : نعيم معروف بالطلب )) ثم ذمه بأنه يروي عن غير الثقات . وفي ( الميزان ) عن ابن معين : (( نعيم بن حماد .... كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث )) . هذا ما سمعه من رجل واحد ليس هو بأشهر شيوخه فما ظنك بمجموع ما عنده على شيوخه ؟ وقال صالح بن محمد (( كان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها )) فلكثرة حديث نعيم عن الثقات وعن الضعفاء واعتماده على حفظه كان ربما اشتبه عليه ما سمعه من بعض الضعفاء بما سمع من بعض الثقات فيظن أنه سمع الأول بسند الثاني فيرويه كذلك . ولو لم يخطئ وروى كما سمع أتبين أنه إن كان هناك نكارة فالحمل فيها على من فوقه 0
وقد تقدم أن ابن عدي تتبع ما انتقد على نعيم ، وذكر الذهبي في ( الميزان ) ثمانية أحاديث وكأنها أشد ما انتقد على نعيم ، وما عدها فالأمر فيه قريب ، ولا بأس أن أسوقها هنا وأنظر فيها على مقدار فهمي . وأسأل الله التوفيق .
الحديث الأول : أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) ج 4 ص 430 (( ... نعيم بن حماد ثنا عيسى بن يونس عن حرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحرمون الحلال ، ويحللون الحرام )) قال الحاكم : (( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين )) .
أقول : هذا الحديث أشد ما أنكر على نعيم . أنكره ابن معين ووثق نعيما وقال : (( شبه له )) وقال دحيم : (( هذا حديث صفوان بن عمرو ، حديث معاوية )) يعني أن إسناده مقلوب ، لهذا الحديث شواهد مرفوعة وموقوفة في ( المستدرك ) ج 1 ص 128 و(سنن الدارمي)