ج 1 ص 65 وغيرهما (1) . وقد تابع نعيماً على روايته عن عيسى بن يونس جماعة منهم ثلاثة أقوياء سويد بن سعيد الحدثاني ، وعبد الله بن جعفر الرقي ، والحكم بن المبارك الخواسي ، وسويد من رجال مسلم إلا أنه كان في آخر عمره يقبل التلقين لكن في ترجمته ما يدل أنه كان إذا نبه على خطائه رجع ، وقد روجع في هذا الحديث فثبت على أنه سمعه من عيسى بن يونس . والرقي موثق إى أنه نسب إلى الاختلاط بأخرة ، لكن ذكر ابن حبان أن اختلاطه لم يكن فاحشاً ، وراوي هذا الحديث عنه ثقة وهو الذي أخبر بأنه اختلط ، فقد يقال لو علم أنه اختلط اختلاطاً شديداً وكان إنما سمع منه هذا الحديث عند اختلاطه ، لكن الظاهر أن لا يرويه عنه إلا مقرونا ببيان أنه إنما سمع منه هذا الحديث عند اختلاطه ، لكن الظاهر أن لا يرويه عنه إلا مقرونا ببيان أنه إنما سمعه منه بعد الاختلاط . والخواسي وثقه ابن حبان وابن مندة وابن السمعاني ، وقال ابن عدي في ترجمة سويد (( يقال أنه لا بأس به )) لكنه عده عند هذا الحديث في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فيمن سرق هذا الحديث من نعيم . وذكر الذهبي في ( الميزان ) متابعة هؤلاء الثلاثة لنعيم ثم قال : (( قلت هؤلاء الأربعة لا يجوز في العادة أن يتفقوا على باطل ، فإن كان خطأ ، فمن عيسى بن يونس )) . والله أعلم . (2)
الحديث الثاني : قال ابن جرير في تفسير سورة (( سبأ )) : (( حدثني زكريا بن أبان المصري قال : ثنا نعيم قال : ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله أن يوحي بالأمر أخذت السموات منه رجفة – أو قال : رعدة – شديدة خوف أمر الله ، فإذا سمع بذلك أهل السموات صعقوا وخروا لله سجداً ، فيكون أول من يرفع رأسه جبرائيل ،
__________
(1) قلت : فيما أشار إليه المؤلف رحمه الله نظر ، فان الذي في (( المستدرك )) عدة أحاديث في تفرق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وهي صحيحة كما بينته في غير هذا الموضع ، لكن ليس في شيء منها ذكر القياس والتحريم والتحليل ، وهو بيت القصيد – كما يقال – في حديث نعيم : والذي عند الدارمي أثر عن ابن مسعود ، وعن غيره من التابعين في ذم قوم يقيسون الأمر برأيهم . وفي اعتبار مثل هذا مع وقفه وقصوره عن الشهادة الكاملة شاهداً لحديث نعيم المرفوع نظر ظاهر عندي . فيتأمل .
(2) أنظر (( الأحكام الكبرى )) بتحقيقي رقم ( 144 ) .