كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 1)

فيكلمه الله من وحيه بما أراد ثم جبرائيل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها : ماذا قال ربنا يا جبرائيل ؟ فيقول جبرائيل : قال الحق وهو العلي الكبير ، قال : فيقولون كلهم مثل ما قال جبرائيل ، فينتهي جبرائيل بالوحي حيث أمره الله )) .
سئل عنه دحيم فقال : لا أصل له .
أقول : المتن غير منكر ، شواهد ، ففي ( صحيح البخاري ) من حديث أبي هريرة مرفوعاً (( إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة أجنحتها خضعاناً لقوله ، كأنه سلسلة علة صفوان ، فإذا فزع عن قلوبهم ، قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا الذي قال : قال : الحق وهو العلي الكبير ... )) هكذا في تفسير سورة (( سبأ )) ، وأخرجه البخاري أيضاً في (( التوحيد )) وذكر معه (( قال مسروق عن ابن مسعود : إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئاً فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق من ربكم ونادور : ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق )) وذكر ابن حجر في ( الفتح ) طرق حديث ابن مسعود وأنه جاء من عدة أوجه مرفوعاً وفي بعض طرق (( .... فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل ، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم ، قال ويقولون : يا جبريل ماذا قال ربكم ؟ قال : فيقول الحق ، قال : فينادون الحق الحق )) وراجع تفسيره سورة (( سبأ )) من ( تفسير ابن جرير ) ،/ وراجع ( الفتح ) في تفسيره سورة ( سبأ )) وفي (( التوحيد )) فالنكارة في السند فقط ، وقد يقال : نعيم مكثر جداً ، وكان يتتبع هذا الضرب من الأحاديث ، والوليد مكثر جداً تفرد بأحاديث كثيرة فيحتمل هذا الحديث لنعيم ، فإن كان هناك خطأ فقد مر وجهه . والله اعلم .
الحديث الثالث في ( تاريخ بغداد ) ج 13 ص 311 من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي (( حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن إسماعيل الترمذي (( حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن آبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شاباً موفراً رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب )) .

الصفحة 498