أقول في ( اللآلئ المصنوعة ) ج 1 ص 16 بعد ذكر حديث نعيم هذا : (( ولم ينفرد بهذا الحديث فقد رواه جماعة عن ابن وهب قال الطبراني : حدثنا روح بن الفرج حدثنا يحيى ابن بكيرح وحدثنا أحمد بن رشدين حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي وأحمد بن صالح قالوا : حدثنا عبد الله بن وهب – فذكره بسنده ومتنه سواء )) ثم ذكر حديث حماد بن سلمة بسنده إلى ابن عباس مرفوعاً : (( رأيت ربي في صورة شاب له وفرة )) وتصحيح أبي زرعه له وعدة متابعات وشواهد له . والطبراني وروح ابن الفرج ويحيى بن بكير من الثقات ، وفي يحيى كلام يسير لا يضره ، وهو من رجال ( الصحيحين ) . ويحيى بن سليمان وأحمد بن صالح ثقتان لكن الراوي عنهما أحمد ابن الحداد الفقية أنه سمع النسائي يقول : (( ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله عز وجل ؟! )) وهذا يشعر بأن النسائي عرف ثبوت الحديث عن بن عثمان حتى يصدق على الله عز وجل ؟! )) وهذا يشعر بأن النسائي عرف ثبوت الحديث عن ابن وهب بسنده فلم يحمل على نعيم ولا يحيى بن بكير وإنما ترقى إلى مروان بن عثمان ومروان ضعفه أبو حاتم ، وقال ابن حبان في ترجمة عمارة بن عامر : (( حدثنا منكراً ، لم يسمع عمارة من أم الطفيل )) فأعلمه بالانقطاع . وعلى كل حال فقد ظهرت براءة نعيم من عهدة هذا الحديث .
الحديث الرابع : قال الترمذي في أواخر (( كتاب الفتن )) من _ جامعه ) : (( حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوز جاني حدثنا بن حماد الترمذي نعيم حماد حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن آبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ك إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمكر به هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر به نجا . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد بعشر ما أمر به نجا . قال ابو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة ، قال : وفي الباب عن ابي ذو وأبي سعيد )) .
أقول : حديث آبي ذر في ( مسند أحمد ) ج 5 ص 155 و( التاريخ الكبير ) للبخاري ج 1 قسم 2 ص 371 .
فكأنه وقع لنعيم حديث آبي ذر أو أبي سعيد بسند ، وحديث آخر عن سفيان بن عيينة بسنده فاشتبه عليه الحديثان ، فظن أنه سمع ذاك سمع ذاك المتن بهذا السند . والله أعلم .
الحديث الخامس والسادس في ( الميزان ) : (( ومنها حديثه عن ابن المبارك وعبدة عن