كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 1)

وقد وثقه ابن معين ودحيم وأبو داود والنسائي ويعقوب بن شيبة وغيرهم ، واحتج به الشيخان في ( الصحيحين ) وسائر الأئمة ولم يغمز بشيء سوى القدر ، ولم يكن داغية ، وقد توبع في هذه الحكاية كما مر في ترجمة القاسم بن حبيب - والله أعلم .
265-يحيى بن عبد الحميد الحماني . في ( تاريخ بغداد ) 13 / 379 من طرق مسدد بن قطن سمعت أبي يقول : سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول : سمعت عشرة كلهم ثقات يقولون : سمعنا أبا حنيفة يقول : القرآن مخلوق )) قال الأستاذ ص 56 : (( متكلم فيه إلى أن قيل فيه : كذاب )) .
أقول : أما يحيى بن معين فكان يوثقه ويدافع عنه ، وقد تضافرت الروايات على أن يحيى بن عبد الحميد كان يأخذ أحاديث الناس فيرويها عن شيوخهم ، فإن كان يصرح في ذلك بالسماع فهذا هو المعروف بسرقة الحديث ، وهو كذاب ، وإلا فهو تدليس ن وعلى كل حال فلم يتهم بوضع حديث أو حكاية ، والأستاذ يعترف بأن أبا حنيفة كان يرى أن القرآن مخلوق ويعد ذلك من مناقبه . (1)
266-يزيد بن يوسف الشامي . في ( تاريخ بغداد ) 13 / 385 من طريقة (( قال لي أبو إسحاق الفزاري جاءني نعي أخي من العراق ... )) قال الأستاذ ص 70 : (( يقول عنه ابن معين : ليس بثقة . والنسائي : متروك )) .
أقول : عبارة النسائي (( متروك الحديث )) وقال أبو داود : (( ضعيف )) وقال صالح بن محمد : (( تركوا حديثه )) وحكى ابن شاهين في ( الضعفاء ) أن ابن معين قال : (( كان كذاباً )) وقد أجمل بعضهم القول فيه ، وتوبع على أصل القصة لكن في روايته زيادة أن أبا حنيفة هو الذي أفتى أخا أبي إسحاق بالخروج فتشبث الأستاذ في كلامه في أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري بهذه الزيادة كما مر في ترجمة أبي إسحاق ، وتغافل عن تفرد يزيد هذا بتلك الزيادة . والله المستعان .
__________
(1) قلت: ومن ارتاب في ذلك فليراجع (( التأنيب )) ( ص 53 ) . ن .

الصفحة 507