كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 1)

كان يسيراً لا يمنع من الاحتجاج حيث لم يتبين خطاؤه ، ويشهد لذلك إطلاق ابن معين أنه ثقة . وقال البخاري : (( كان قد دفن كتبه فصار لا يجيء بالحديث كما ينبغي )) .
وهذا يشعر بأنه كان يكثر منه الخطأ في مظانه ، وقريب من ذلك قول ابن عدي : (( من آهل الصدق إلا أنه لما عدم كتبه صار يحمل على حفظه فيغلظ ويشتبه عليه ولا يعتمد الكذب وبالغ الخطيب فقال : (( يغلط في الحديث كثيراً )) .
فأما قول الأستاذ : (( وأين هذا من سند الخبر الذي يليه )) فذاك الخبر من طريق عمر ابن حماد بن أبي حنيفة قال : أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى فأما زوطى فإنه من آهل كابل ، وولد ثابت على الإسلام وكان زوطى مملوكاً لبني تيم الله ثعلبة فأعتق ... )) فهذا الخبر وإن خالف ما مر عن يوسف بن أسباط ، فهو مخالف لما زاده السمناني عصري الخطيب كما يقوله الأستاذ ولم يذكر السمناني سنداً فيما يظهر وبينه وبين النهروان نحو أربعمائة سنة ، ومخالف أيضاً لما يروي عن إسماعيل بن حماد من إنكار أن يكونوا مولى عتاقة )) وما ذكر من دعاء علي رضي الله عنه لا يصح سنده إلى إسماعيل بن حماد كما أشار إليه في ( تهذيب التهذيب ) ، وإسماعيل إسماعيل ! وفي الحكاية ما ينكره الأستاذ ة وهو قوله : (( ولد جدي النعمان سنة ثمانين )) وإن صح أنه من أبناء فاؤس لم يمنع ذلك أن يكون تنصر أحد آبائه ، وقد كان سلمان الفارسي نصرانياً ، وفي قصته أنه كان في بلاد فارس دعاة إلى النصرانية ، وأيا ما كان فالحرص على إثبات شيء مما يتعلق بذاك الاختلاف لا يليق بأهل العلم ، وقد قال الله تبارك وتعالى : [ أم لم ينبأ بما في صحف موسى . وإبراهيم الذي وفى آلا تزر وازرة وزر أخرى . وأن ليس للأنسان إلا ما سعى].
269- أبو الأخنس الكناني . في ( تاريخ بغداد ) 13 / 375 من طريق (( أحمد بن على الآبار حدثنا منصور بن آبى مزاحم حدثني أبو الأخنس الكناني قال : رأيت آبا حنيفة - أو حدثني الثقة أنه رأى أبا حنيفة - آخذا بزمام بعير مولاة للجهم قدمت [ من ] خرا سان يقود جملها بظهر الكوفة )) قال الأستاذ ص 50 : (( الراوي عن أبي حنيفة في هذه الحكاية مغفل لا يدري هل رأى أبا حنيفة أو سمع من رآه )) .

الصفحة 509