كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 1)

إِلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ غَلَبَتْ عَلَيْهَا الْجِنُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَتُ آبَارٌ بِأَبَارِ بْنِ أَمِيمَ وَلَحِقَتْ بَنُو يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بِالْيَمَنِ فَسُمِّيَتْ الْيَمَنُ حَيْثُ تَيَامَنُوا إِلَيْهَا وَلَحِقَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي كَنْعَانَ بْنِ حَامٍ بِالشَّأْمِ فَسُمِّيَتِ الشَّأْمَ حَيْثُ تَشَاءَمُوا، وَكَانَتِ الشَّأْمُ يُقَالُ لَهَا أَرْضُ بَنِي كَنْعَانَ ثُمَّ جَاءَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ بِهَا وَنَفَوْهُمْ عَنْهَا فَكَانَتِ الشَّأْمُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَوَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ وَأَجْلَوْهُمْ إِلَى الْعِرَاقِ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ثُمَّ جَاءَتِ الْعَرَبُ فَغُلِبُوا عَلَى الشَّأْمِ فَكَانَ فَالِغٌ وَهُوُ فَالِغُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَهُوَ الَّذِي قَسَّمَ الْأَرْضَ بَيْنَ بَنِي نُوحٍ كَمَا سَمَّيْنَا فِي الْكِتَابِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ ثُمَّ الْمُرَادِيِّ قَالَ: " §أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ فَقَالَ: «بَلَى» . ثُمَّ بَدَا لِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَا بَلْ أَهْلُ سَبَإٍ، هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً، قَالَ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِ سَبَإٍ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَهُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سَبَإٍ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا فَعَلَ الْغُطَيْفِيُّ؟» . فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ فَرَدَّنِي فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَدْتُهُ قَاعِدًا وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: «ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَجَابَكَ مِنْهُمْ فَاقْبَلْ، وَمَنْ أَبَى فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَحَدَّثَ إِلَيَّ» . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا سَبَإٍ أَرْضٌ هِيَ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: «لَيْسَتْ بِأَرْضٍ وَلَا بِامْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَةً مِنَ الْعَرَبِ فَأَمَّا سِتَّةٌ فَتَيَامَنُوا وَأَمَّا أَرْبَعَةٌ فَتَشَاءَمُوا فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَلَخْمٌ وَجُذَامٌ وَغَسَّانُ وَعَامِلَةُ وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا فَالْأُزْدُ وَكِنْدَةُ وَحِمْيَرُ وَالْأَشْعَرُونَ وَأَنْمَارُ وَمَذْحِجُ» . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَنْمَارُ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمُ وَبَجِيلَةُ»

الصفحة 45