كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 1)

إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ مَعَكَ وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَنْزِلَ أَرْضَ الْغُرْبَةِ وَالْوَحْشَةِ قَالَ: بِذَلِكَ أُمِرْتُ قَالَ: فَعَلَّمَهُمُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَكَانُوا يَسْتَسْقُونَ بِهِ وَيَسْتَنْصِرُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ نَزَلَ خُرَاسَانَ فَجَاءَتْهُمُ الْخَزَرُ فَقَالُوا: يَنْبَغِي لِلَّذِي عَلَّمَكُمْ هَذَا أَنْ يَكُونَ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ أَوْ مَلِكَ الْأَرْضِ قَالَ فَسَمُّوا مُلُوكَهُمْ خَاقَانَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ قَالَ: §وُلِدَ لِإِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً فَكَانَ بِكْرُ أَبِيهِ وَوُلِدَ إِسْحَاقُ بَعْدَهُ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وَإِبْرَاهِيمُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَاتَتْ سَارَةُ فَتَزَوَّجَ إِبْرَاهِيمُ امْرَأَةً مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ يُقَالُ لَهَا قَنْطُورَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ مَاذِي وَزَمْرَانَ وَسَرِحَجَ وَسَبْقَ قَالَ: وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً أُخْرَى يُقَالُ لَهَا حجوني فَوَلَدَتْ لَهُ سَبْعَةَ نَفَرٍ نَافِسَ وَمَدْيَنَ وَكَيْشَانَ وَشَرُّوخَ وَأَمِيمَ وَلُوطًا وَيَقْشَانَ فَجَمِيعُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْحَجِّ فِي آخِرِهِنَّ فَأَجَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَهُ فَأَوَّلُ مَنْ أَجَابَهُ جُرْهُمُ قَبْلَ الْعَمَالِيقِ ثُمَّ أَسْلَمُوا وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى بَلَدِ الشَّأْمِ فَمَاتَ بِهِ وَهُوَ ابْنُ مِائَتَيْ سَنَةٍ
§ذِكْرُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: كَانَتْ §هَاجَرُ مِنَ الْقِبْطِ مِنْ قَرْيَةٍ أَمَامَ الْفَرَمَا قَرِيبٍ مِنْ فُسْطَاطِ مِصْرَ وَكَانَتْ لِفِرْعَوْنَ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ جُبَارٍ عَاتٍ مِنَ الْقِبْطِ وَهُوَ الَّذِي عَرَضَ لِسَارَةَ امْرَأَةِ إِبْرَاهِيمَ -[49]- فَصُرِعَ وَيُقَالُ: بَلْ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُ يَدَهَا فَيَبَسَتْ يَدُهُ إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَصَابَنِي وَلَا أُهَيِّجُكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ لَهُ فَأَطْلَقَ يَدَهُ وَسُرِّيَ عَنْهُ وَأَفَاقَ وَدَعَا بِهَاجَرَ، وَكَانَتْ آمَنَ خَدَمَهِ عِنْدَهُ، فَوَهَبَهَا لِسَارَةَ وَكَسَاهَا كِسَاءً، فَوَهَبَتْ سَارَةُ هَاجَرَ لِإِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم فَوَطِئَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، كَانَ اسْمُهُ أَشْمُوِيلَ فَأُعْرِبَ

الصفحة 48