كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 1)
§ذِكْرُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا هَلَكَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ قَامَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ عَلَى أَمْرِ قُصَيٍّ بَعْدَهُ وَأَمْرِ قُرَيْشٍ إِلَيْهِ وَاخْتَطَ بِمَكَّةَ رُبَاعًا بَعْدَ الَّذِي كَانَ قُصَيٌّ قَطَعَ لِقَوْمِهِ وَعَلَى عَبْدِ مَنَافٍ اقْتَصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] خَرَجَ حَتَّى عَلَا الْمَرْوَةَ ثُمَّ قَالَ: " ياَلَفِهْرٍ فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ فَقَالَ أَبُو لَهَبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هَذِهِ فِهْرٌ عِنْدَكَ فَقُلْ فَقَالَ: يَا لَغَالِبٍ فَرَجَعَ بَنُو مُحَارِبٍ وَبَنُو الْحَارِثِ ابْنَا فِهْرٍ فَقَالَ: يَا لَلُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ فَرَجَعَ بَنُو تَيْمٍ الْأَدْرَمُ بْنُ غَالِبٍ فَقَالَ: يَا لَكَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ فَرَجَعَ بَنُو عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَقَالَ: يَا لَمُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ فَرَجَعَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَبَنُو سَهْمٍ وَبَنُو جُمَحٍ ابْنَا عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ فَقَالَ: يَا لَكِلَابِ بْنِ مُرَّةَ فَرَجَعَ بَنُو مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ وَبَنُو تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ فَقَالَ: يَا لَقُصَيٍّ فَرَجَعَ بَنُو زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَقَالَ: يَا لَعَبْدِ مَنَافٍ فَرَجَعَ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَذِهِ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عِنْدَكَ فَقُلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ §اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَنْذِرَ عَشِيرَتِي الْأَقْرَبِينَ وَأَنْتُمُ الْأَقْرَبُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ حَظًّا وَلَا مِنَ الْآخِرَةِ نَصِيبًا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَشْهَدَ بِهَا لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ وَتَدِينَ لَكُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتَذِلَّ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ فَلِهَذَا دَعَوْتَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {تَبَّتْ يَدًا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1]
-[75]- يَقُولُ خَسِرَتْ يَدًا أَبِي لَهَبٍ
الصفحة 74