كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 1)

هُمُ حَفَظُوا الْإِلَّ الْقَدِيمَ ... وَحَالَفُوا أَبَاكَ فَكَانُوا دُونَ قَوْمِكَ مِنْ فِهْرٍ
قَالَ: فَأَوْصَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى ابْنِهِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَوْصَى الزُّبَيْرُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ وَأَوْصَى أَبُو طَالِبٍ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ §عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا وَرَدَ الْيَمَنَ نَزَلَ عَلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ حِمْيَرَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ مَرَّةً مِنَ الْمَرِّ فَوَجَدَ عِنْدَهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدْ أُمْهِلَ لَهُ فِي الْعُمُرِ وَقَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ: تَأْذَنُ لِي أَنْ أُفَتِّشَ مَكَانًا مِنْكَ؟ قَالَ: لَيْسَ كُلُّ مَكَانٍ مِنِّي آذَنُ لَكَ فِي تَفْتِيشِهِ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ مَنْخَرَاكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى يَارٍ وَهُوَ الشَّعْرُ فِي مَنْخَرَيْهِ، فَقَالَ: أَرَى نُبُوَّةً وَأَرَى مُلْكًا وَأَرَى أَحَدَهُمَا فِي بَنِي زُهْرَةَ فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَزَوَّجَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَوَلَدَتْ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ اللَّهُ فِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ النُّبُوَّةَ وَالْخِلَافَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ وَضَعَ ذَلِكَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ هِشَامٌ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: كَانَ §أَوَّلُ مَنْ خَضَبَ بِالْوَسْمَةِ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ هَاشِمٍ فَكَانَ إِذَا وَرَدَ الْيَمَنَ نَزَلَ عَلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ حِمْيَرَ فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ هَلْ لَكَ أَنْ تُغَيِّرَ هَذَا الْبَيَاضَ فَتَعُودَ شَابًّا؟ قَالَ: ذَاكَ إِلَيْكَ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَخُضِبَ بِحِنَّاءٍ ثُمَّ عُلِّيَ بِالْوَسْمَةِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: زَوِّدُنَا مِنْ هَذَا فَزَوَّدُوهُ فَأَكْثَرَ فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلًا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ بِالْغَدَاةِ كَأَنَّ شَعْرَهُ حَلَكُ الْغُرَابِ، فَقَالَتْ لَهُ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبٍ أُمُّ

الصفحة 86