كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 1)
يَجْعَلَهُ حَيْثُ جَعَلَهُ، وَبَلَغَ شَبَابَ قُرَيْشٍ مَا عَرَضَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَتَأَبِّيهِ عَلَيْهَا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهَا، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر الكامل]
إِنِّي رَأَيْتُ مَخْيِلَةً عَرَضَتْ ... فَتَلَأْلَأَتْ بِحَنَاتِمِ الْقَطْرِ
فَلِمَائِهَا نُورٌ يُضِيءُ لَهُ ... مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ الْفَجْرِ
وَرَأَيْتُهُ شَرَفًا أَبُوءُ بِهِ ... مَا كُلُّ قَادِحِ زَنْدِهِ يُورِي
لِلَّهِ مَا زُهْرِيَّةٌ سَلَبَتْ ... ثَوْبَيْكَ مَا اسْتَلَبَتْ وَمَا تَدْرِي
وَقَالَتْ أَيْضًا:
[البحر الطويل]
بَنِي هَاشِمٍ قَدْ غَادَرَتْ مِنْ أَخِيكُمُ ... أُمَيْنَةُ إِذْ لِلْبَاهِ يَعْتَلِجَانِ
كَمَا غَادَرَ الْمِصْبَاحَ بَعْدَ خُبُوِّهِ ... فَتَائِلُ قَدْ مِيثَتْ لَهُ بِدِهَانِ
وَمَا كُلُّ مَا يَحْوِي الْفَتَى مِنْ تِلَادِهِ ... بِحَزْمٍ وَلَا مَا فَاتَهُ لِتَوَانِ
فَأَجْمِلْ إِذَا طَالَبْتَ أَمْرًا فَإِنَّهُ ... سَيَكْفِيكَهُ جَدَّانِ يَصْطَرِعَانِ
سَيَكْفِيكَهُ إِمَّا يَدٌ مُقْفَعِلَّةٌ ... وَإِمَّا يَدٌ مَبْسُوطَةٌ بِبَنَانِ
وَلَمَّا قَضَتْ مِنْهُ أُمَيْنَةُ مَا قَضَتْ ... نَبَا بَصَرِي عَنْهُ وَكَلَّ لِسَانِي
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ قَالَ: نُبِّئْتُ " أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ فَرَأَتْ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُورًا سَاطِعًا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ: هَلْ لَكَ فِيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ حَتَّى أَرْمِي الْجَمْرَةَ فَانْطَلَقَ فَرَمَى الْجَمْرَةَ ثُمَّ أَتَى امْرَأَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ ثُمَّ ذَكَرَ يَعْنِي الْخَثْعَمِيَّةَ فَأَتَاهَا فَقَالَتْ: هَلْ أَتَيْتَ امْرَأَةً بَعْدِي؟ قَالَ: نَعَمِ , امْرَأَتِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ قَالَتْ: فَلَا حَاجَةَ لِي فِيكَ إِنَّكَ مَرَرْتَ وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ نُورٌ سَاطِعٌ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا وَقَعْتَ عَلَيْهَا ذَهَبَ فَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا قَدْ حَمَلَتْ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ
الصفحة 97