كتاب توصيف الأقضية في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

وهكذا سبب ورود الحديث كسبب النزول مما يعين على فهم الحديث، وتفسيره، واستنباط الحكم وتقريره (¬1)؛ قال السيوطي (ت: 911 هـ): "فبذكر السبب يتبين الفقه في المسألة" (¬2).
مثال ذلك: عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي" (¬3).
وهذا النهي عن التكني بكنية النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس على عمومه، بل هو خَاصّ بحياته - صلى الله عليه وسلم -، فبعد وفاته لا يكره التكني بكنيته (¬4)؛ لأَنَّ التكنية بكنيته في حياته مما يجعله ملتبسًا بغيره عند مناداته، فَمُنع ذلك في حياته، وجاز بعدها؛ يبين ذلك سبب ورود الحديث: فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في السوق، فقال رجل: يا أبا القاسم، فالتفت إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّما دعوت هذا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي" (¬5).
¬__________
(¬1) أسباب ورود الحديث 65، ومقدمة المحقق عليه 11 - 17، البيان والتعريف 1/ 32، الموافقات 3/ 352.
(¬2) تدريب الراوي 2/ 395.
(¬3) متفق عليه، فقد رواه البخاري (الفتح 6/ 560) وهو برقم 3538، ومسلم 3/ 1682، وهو برقم 2133/ 3 - 6.
(¬4) تصحيح الفروع 3/ 565، الكشاف 3/ 27، حاشية ابن قاسم على الروض المربع 4/ 247، فتح الباري 10/ 572، شرح النووي لمسلم 14/ 112.
(¬5) متفق عليه، فقد رواه البخاري (الفتح 4/ 339)، وهو برقم 2120، ورقم 2121، ومسلم 3/ 1682، وهو برقم 2131.

الصفحة 539