كتاب توصيف الأقضية في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

لما كان عليه العرب في أعرافهم وعاداتهم، فقد كان بعضهم يكرهون الإِماء على البغاء مع إرادتهن التعفف (¬1).
فعن جابر- رضي الله عنه-: "أَنَّ جارية لعبد الله بن أبي سلول يقال لها: مسيكة، وأخرى يقال لها: أميمة، كان يكرههما على الزنى، فشكتا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله- سبحانه وتعالى-: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 33] " (¬2).
2 - قوله- تعالى-: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة: 189].
فقد جاءت الآية مبينة جواز دخول الحاج بعد إحرامه لبيته من بابه، خلافًا لما كان عليه الأنصار؛ إذ كانوا إذا أحرموا بالحج ورجع أحدهم إلى بيته قبل تمام حجه لا يدخل من باب بيته، بل كان يتسنم من ظهر البيت (¬3)، فعن البراء أَنّه قال: "كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] " (¬4).
¬__________
(¬1) العرف للمباركي 191.
(¬2) رواه مسلم 4/ 2320، وهو برقم 3029/ 27.
(¬3) تفسير القرطبي 2/ 344، تفسير الشوكاني 1/ 189.
(¬4) متفق عليه، فقد رواه البخاري (الفتح 8/ 183)، وهو برقم 4512، ومسلم 4/ 2319، وهو برقم 23/ 3026.

الصفحة 543