كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)

فقال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرَّقنا، وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضُرٌّ قطٌّ. قال الطبراني بعد ذكر طُرقه: والحديث صحيح.
(الطنفسة): مثلثة الطاء والفاء أيضاً، وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء: اسم للبساط، وتطلق على حصير من سَعف يكون عرضه ذراعاً.

2 - وعن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له إلى الله حاجةٌ، أو إلى أحدٍ (¬1) من بنى آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليُثْنِ (¬2) على الله، وليصل على النبى صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم (¬3) الكريم (¬4)، سبحانه الله رب العرش (¬5) العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات (¬6) رحمتك، وعزائم (¬7) مغفرتك، والغنيمة (¬8) من كل برٍّ، والسلامة (¬9) من كل إثم، لا تدع لى ذنباً إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته (¬10) ولا حاجة هى لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من رواية فايد عبد الرحمن بن أبى الورقاء عنه، وزاد ابن ماجه بعد قوله:
يا أرحم الراحمين: ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يُقدرُ (¬11). ورواه الحاكم باختصار، ثم قال: أخرجته شاهداً، وفايدٌ مستقيم الحديث، وزاد بعد قوله: وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنبٍ.
¬_________
(¬1) كذا ع ص: واحد، وفى ن د: لنا، وفى ط: يا أرحم الراحمين.
(¬2) يحمده، ويكثر من تسبيحه وتكبيره، والصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر مئات.
(¬3) هو الذى لا يستخفه شئ من عصيان العباد ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شئ مقداراً، فهو منته إليه، ولا يعجل بالعقوبة، ويرزق وينعم، ويتفضل على المطيع والعاصى سبحانه.
(¬4) الجواد المعطى الذى لا ينفد عطاؤه، وهوالكريم المطلق، والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، سبحانه.
(¬5) إشارة إلى أنه السيد صاحب المملكة القوية، والسلطان النافذ، وليس له مقر، تعالى الله عن ذلك. قال تعالى: (ذو العرش المجيد) (رفيع الدرجات ذو العرش). قال البيضاوى: أي خالق العرش، والمراد به الملك العظيم في ذاته وصفاته وأفعاله، فإنه واجب الوجود تام القدرة والحكمة:
(¬6) موصلات باعثة إلى الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم: (أوجب طلحة) أي عمل عملا أوجب له الجنة ومفردها موجبة.
(¬7) واجبات، ومنه حديث ابن مسعود (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) واحدتها عزيمة، (والزكاة عزمة من عزمات الله) أي حق من حقوقه.
(¬8) الفوز.
(¬9) النجاة من كل ذنب.
(¬10) أزلته.
(¬11) يتفضل الله ويجيب سؤله.

الصفحة 476