كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)
الترغيب في صلاة الجمعة والسعى إليها الخ
10 - وروى عن عتيق أبى بكرٍ الصديق، وعن عمران بن حصينٍ رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اغتسل يوم الجمعة كُفرت (¬1) عنه ذنوبه وخطاياه، فإذا أخذ في المشى كُتِبَ له بكل خطوةٍ عشرون حسنةً، فإذا انصرف من الصلاة أُجيز بعمل مائتى سنةٍ (¬2) رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفي الأوسط أيضاً عن أبي بكر رضي الله عنه وحده، وقال فيه:
كان له بكل خطوةٍ عمل عشرين سنةً.
11 - وعن أوس بن أوسٍ الثقفى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكرَ وابتكر ومشى ولم يركب ودنا (¬3) من الإمام فاستمع ولم يلغ (¬4) كان له بكل خطوةٍ عمل سنةٍ أجرُ صيامها وقيامها. رواه أحمد، وأبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن، والنسائيّ وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم وصححه، ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس: قال الخطابي: قوله عليه الصلاة والسلام: غسل واغتسل وبكر وابتكر.
اختلف الناس في معناه فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذى يراد به التوكيد، ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلف اللفظين، وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث: ومشى ولم يركب، ومعناها واحد، وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد. وقال بعضهم: قوله غَسَلَ معناه غسل الرأس خاصة، وذلك لأن العرب لهم لِمَم وشعور، وفي غسلها مؤمنة فأراد غسل الرأس من أجل ذلك، وإلى هذا ذهب مكحول، وقوله: واغتسل، معناه غسل سائر الجسد، وزعم بعضهم أن قوله: غسل، معناه أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة ليكون أملك لنفسه، وأحفظ في طريقه لبصره، وقوله: وبكر وابتكر. زعم أن معنى بكر أدرك باكورة الخطبة، وهى أوّلها، ومعنى ابتكر:
¬_________
(¬1) زالت وعفا الله عنه.
(¬2) يعطيه الله ثواب من عمل صالحا لله مائتى عام.
(¬3) قرب فسمع الخطبة واجتهد أن يعمل بنصائحها ..
(¬4) تكلم كلاما يحبط حسناته، بل سكت ..