كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)
صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا من الصديقين (¬1) والشهداء (¬2). رواه البزار بإسناد حسن، وابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان، وتقدم لفظه في الصلاة.
20 - وعن عبد الله بن معاوية الغاضرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علييه وسلم: ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان: من عبد الله وحده، وعلم أن لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبةً بها نفسه (¬3) رافدةً عليه كل عامٍ ولم يعط الهرمة (¬4)، ولا الدرنة، ولا المريضة، ولا الشرط اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسئلكم خيره ولم يأمركم بشره. رواه أبو داود.
(قوله: رافدة عليه) من الرفد، وهو الإعانة.
ومعناه: أنه يُعطى الزكاة ونفسه تعينه على أدائها بطيبها وعدم حديثها له بالمنع.
(والشرط): بفتح الشين المعجمة والراء: وهى الرذيلة من المال كالمسنة والعجفاء ونحوهما.
(والدرنة): الجرباء.
21 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلمٍ. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
22 - وعن عبيد الله بن عميرٍ الليثي رضي الله عنه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: إن أولياء الله (¬5) المصلون، ومن يقيم الصلوات
¬_________
(¬1) قوم أقل من الأنبياء منزلة وثوابا، وفي الغريب: قوم دون الأنبياء في الفضيلة. والصديق: من كثر منه الصدق،: وقيل بل يقال لمن لا يذكب قط، وقيل: بل لمن لا يتأتى منه الكذب لتعوده الصدق، وقيل لمن صدق بقوله واعتقاده، وحقق صدقه بفعله. قال تعالى:
أ - (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبيا) قال:
ب - (وأمه صديقة) وقال:
جـ - (من النبيين والصديقين والشهداء) أهـ.
(¬2) الشهيد المحتضر؛ فتسميته بذلك لحضور الملائكة إياه إشارةإلى ما قال: (تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون) قال تعالى: (والشهداء عند ربهم لهم أجرهم) لأنهم يشهدون في تلك الحالة ما أعد لهم من النعيم، أو لأنهم تشهد أرواحهم عند الله أهـ. غريب.
(¬3) راضية نفسه غير ساخطة ومعطية بسخاء وانشراح.
(¬4) العجوز كبير السن المهزولة الضعيفة. قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) اقرأ ما قاله الفقهاء في ذلك.
(¬5) الذين أحبهم وأخلصوا لله في عبادته.