كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)
يدخلون الجنة، فالشهيد (¬1)، وعبدٌ مملوك أحسن عبادة ربه، ونصح لسيده (¬2)، وعفيفٌ متعففٌ (¬3) ذو عيالٍ، وأما أول ثلاثةٍ يدخلون النار فأمير مُسلط (¬4)، وذو ثروةٍ من مالٍ لا يؤدى حق الله في ماله، وفقيرٌ فخورٌ (¬5). رواه ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان مفرّقاً في موضعين.
10 - وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: أُمرنا بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومن لم يزك فلا صلاة له (¬6). رواه الطبراني في الكبير موقوفاً هكذا بأسانيد أحدهما صحيح، والأصبهاني.
وفي روايةٍ للأصبهانى قال: من أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة فليس بمسلمٍ ينفعه عمله.
11 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك بعده كنزاً مُثِّلَ له يوم القيامة شجاع (¬7) أقرع له زبيبتان يتبعه فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا كنزك الذى خلفت، فلا يزال يتبعه حتى يُلقمه (¬8) يده فيقضمها (¬9) ثم يتبعه سائر جسده، رواه البزاز وقال: إسناده حسن، والطبراني وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
12 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الذى لا يؤدى زكاة ماله يُخيل إليه ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان قال: فيلزمه، أو يطوقه يقول: أنا كنزك. أنا كنزك. رواه النسائي بإسناد صحيح.
(الزبيبتان) هما الزبدتان في الشدقين، وقيل: هما النكتتان السوداوان فوق عينيه، والشجاع تقدم.
¬_________
(¬1) الذى قتل في سبيل الله.
(¬2) خادم أدى حقوق ربه وسيده، وكان أميناً صادقاً.
(¬3) لا يسأل الناس؛ ويعتمد على الرازق سبحانه. ويعمل عملا، وله أولاد وزوجة.
(¬4) حاكم ظالم جائر لم يخف الله في أوامره.
(¬5) كذا ع ص 261، وفى ن د، ط: فقيه فخور، أي محتاج كثير الكبر والفخر والعظمة يتكبر على الناس.
(¬6) لم تهذبه صلاته بإخراج الزكاة لأنها ناقصة.
(¬7) كذا ع، وفى ن د: شجاعا.
(¬8) يقرب ويحازى.
(¬9) يأكلها بأطراف الأسنان. وقضم الناس هلكهم، ومنه احذروا القضم.