كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 1)
مانع الزكاة يوم القيامة في النار. رواه الطبراني في الصغير عن سعد بن سنان، ويقال فيه سنان بن سعد عن أنس.
مانع الزكاة يوم القيامة في النار
18 - وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خالطت منه إلا أهلكته الصدقة، أو قالَ: الزكاةُ مالا إلا أفسدته رواه البزار والبيهقي. (وقال الحافظ): وهذا الحديث يحتمل معنيين: أحدهما أن الصدقة ما تُركت في مال ولم تخرج منه إلا أهلكته. ويشهد لهذا حديث عمر المتقدم: ما تلف مالٌ في برٍّ ولا بحرٍ إلا بحبس الزكاة. والثانى: أن الرجل يأخذ الزكاة وهو غنى عنها فيضعها مع ماله فتهلكه. وبهذا فسره الإمام أحمد، والله أعلم.
19 - وروى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ظهرت لهم الصلاة فقبلوها، وخفيت لهم الزكاة فأكلوها، أولئك هم المنافقون (¬1). رواه البزار.
20 - وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منع قومٌ الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين (¬2). رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات، والحاكم والبيهقى في حديث إلا أنهما قالا:
ولا منع قومٌ الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ورواه ابن ماجه والبزار والبيهقى من حديث ابن عمر، ولفظ البيهقى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر المهاجرين (¬3) خصالٌ خمسٌ إن ابتليتم (¬4) بهن ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة (¬5) في قومٍ قط حتى يُعلنوا بها إلا فشا
¬_________
(¬1) الكذابون المراءون الذين إسلامهم ناقص، وإيمانهم ضعيف.
(¬2) القحط وشدة الأزمة والفقر ونزع البركة من المال والبنين، ومنه: (أعنى عليهم بسنين كسنى يوسف) التى ذكرها الله تعالى في كتابه (ثم يأتى من بعد ذلك سبع شداد) أي سبع سنين فيها قحط وجدب، ومنه: (اللهم أعنى على مضر بالسنة بقلب لامها تاء في أسنتوا: إذا أجدبوا.
(¬3) يخاطب صلى الله عليه وسلم الذين انتقلوا من موطنهم إلى المدينة المنورة، وهاجروا لله ورسوله.
(¬4) اختبرتم بهن. أىوحصلن في زمنكم، ثم طلب صلى الله عليه وسلم الاستعاذة منهن، والتحصن من وجودهن، والتفضل بإبعادهن عن أصحابه وأحبابه رضي الله عنهم، وقال ذلك ليعلم المسلمين أن يتجنبوهن.
(¬5) الزنا وفعل السوء.